[الدعوة إلى الله عز وجل]
الثالث: مما يحصن المرأة الدعوة إلى سبيل الله: الدعوة إلى منهج الله، أن تكون المرأة داعية مؤثرة، وإني أشكر كل الشكر داعيات كثر في بلادنا، بدأن بإرسال الكلمة، وبالتأثير على أخواتهن بواسطة الهاتف، والمراسلة، والجلسة، والمحاضرة، والدعوة، وإهداء الشريط الإسلامي والكتاب الإسلامي، وهذا أمرٌ محبب، وهذا هو والله الحسن، وهذا هو الأجر والمثوبة، عافا الله من فعلت ذلك وآجرها، وثبتها.
فإنه لا يستمع للمرأة إلا النساء، ولا يؤثر في النساء إلا النساء، ولا يعرف مشاكل وطموحات النساء، ومسائل وخصوصيات النساء إلاَّ النساء.
فوصيتي: أن تنبعث المرأة داعية مؤثرة في بني جنسها، وفي ما حولها، وتكون حاملةً لكتاب الله عز وجل، وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وإن العلماء أجادوا في جانب الرجال، لكن القطاع المهم والأهم هو المرأة، وهذا النصف الكثير من أمتنا يحتاج إلى داعيات مخلصات منيبات صادقات، يوصلن كلمة الحق والنور إلى القلوب، ويتكلمن عما يراد بهن.
عجيب أن تجد في الصحف بعض الكاتبات المتخليات عن دينهن يكتبن كلاماً، ويدعين إلى أمور تخالف دين الله، فأين المستقيمات الملتزمات الداعيات؟ عجيب!!
هناك داعيات ينادين بنبذ الحجاب وقيادة السيارة، وخروج المرأة، وترك هذا الحياء، فأين الصف المقابل؟! أين داعيات الحق؟! قال تعالى: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} [النساء:١٠٤].
فولينا ووليكم الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وتراثنا خالد من الوحي، وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، والواجب علينا وعليكن أن ننصح الناس، ولا نخشى في الله لومة لائم؛ لأن الحق معنا.
لماذا لا تخجل المغرضة؟! لماذا لا تخجل المتسممة بالأفكار اليهودية؟! لماذا لا تخجل التي درست في الفرسايد ولوس أنجلوس؟ وهي تلقي علينا في بلاد الحرمين، وبلاد المقدسات سمها وعذابها، وتلقي علينا إفسادها، ولا تخجل!!
والمرأة تخجل أن تقول كلمة الحق، وأن تدعو إلى منهج الله، وإلى سبيل الله، لماذا؟
إنه إحباط، وهكذا يفعل ضعف الهمة والعزيمة، أن تجعل المرأة سلبية، وأن تبقى خائفة محايدة في مكانٍ لا يكون فيهنَّ مفاصلة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد:٧].
أقول: هذا وقد قرأنا من التجارب الوخيمة التي عاشتها البلاد الأخرى، ووصلت إلى مستواها، يعلم ذلك من رأى، ومن قرأ، ومن أبصر، وطريقة الإنقاذ أن نعود إلى الله عز وجل في أمتنا، وفي جيلنا ونسائنا.