هل يعذر الجاهل بجهله بعد أن أرسل الله الرسل وأنزل الكتب؟
الجواب
هذه المسألة أصبحت من فضول المسائل، كأطفال المشركين، وأهل الفترة، والذين ما بلغتهم الدعوة، والجاهل هل يعذر بجهله أم لا، وقد تكلم ابن تيمية بكلام طويلٍ يحتاج إلى تلخيص، ويحتاج إلى تقسيم وتوزيع، فإن هناك جهلاً عاماً مطلقاً وجهلاً خاصاً مقيداً، والله يقول:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}[الإسراء:١٥].
فأما الناس الذين أدركوا الرسالة فقد قال صلى الله عليه وسلم:{لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار} فمفهوم المخالفة أن الذي لا يسمع به أمره إلى الله.
إذاً فلا يُعذَر أحد بعدم بلوغه الدعوة وهو في أرض الدعوة، وفي محيطها، فيلزمه أن يتعلم، حتى يعرف أصول الدين.
وأما من كان في البوادي, وفي أراضٍ بعيدة لم تبلغها الإسلام فأمره إلى الله عزوجل كأطفال المشركين، وأهل الفترة.
ولأهل العلم فيهم ثلاثة أقوال:
قولٌ يقول: يبعث الله لهم في العرصات رسلاً؛ وليس على هذا دليل.
وقولٌ يقول: الله أعلم بما كانوا عاملين.
وقولٌ يقول: يعذبون؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أتاه رجلٌ فقال:{أين أبي يا رسول الله؟ قال: أبوك في النار، فلما ولَّى دعاه، وقال: أبي وأبوك في النار} والحديث في صحيح مسلم.
وأنا أعتذر عن كثير من التفصيل، ويعاد إلى أهل العلم في هذه المسألة؛ لأنه لا طائل من البحث والاختلاف فيها على حسب اعتقادي.