[السفر لحضور المحاضرات هل هو من شد الرحل المنهي عنه؟]
السؤال
إني وفقت لهذا الدرس، وأتيت من مكان بعيد، من وراء ستين كيلو متراً عن أبها، فهل هذا يدخل في شد الرحال الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب
أولاً: شكر الله لك مجيئك وسوف تجده في ميزان حسناتك، لكن احتسبه عند الله، واعلم أنك حصلت على أمور وهي:
أولاً: لعلك سمعت كلمة ينفعك الله بها ما دامت السماوات والأرض.
ثانياً: لعل الله عز وجل نظر إليك في هذا الحشد المكرم؛ فقال: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم، لأن الملائكة يقولون:{يا رب كيف تغفر لفلان وليس منهم، وإنما أتى هكذا، يقول الله: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم، أشهدكم أني غفرت لهم}.
ثالثاً: لعلك أدركت رحمة تنزلت من السماء في هذه الجلسة، فإن من أعظم الجلسات عند الواحد الأحد جلوس الذكر، فإن هذا المجلس من أعظم ما يباهي الله به ملائكته في السماء.
رابعاً: ثم لعل رحمة الله أدركتك والسكينة وقعت عليك.
أما شد الرحال فلا، بل أنت مأجور ومسافر لطلب الخير، ومقصود الحديث:{لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد} المقصود من المساجد أو من الأماكن التي قد يذهب إليها للعبادة، أما زيارة الصالحين فواردة، والرحلة في طلب العلم واردة بل مندوبة، بل قد تجب إذا لم يتعلم الإنسان ما يلزمه، قال البخاري في الصحيح: باب السفر في طلب العلم، وسافر موسى عليه السلام في طلب العلم وقال:{لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً}[الكهف:٦٢] فستين كيلو متراً أتيتها وأنت مرتاح في سيارتك ما تعادل نصب الصحابة، سافر جابر شهراً كاملاً إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد، فكيف أن تأتي من مسافة خمسمائة كيلو متر أو مثلها أو أمثالها، لا أنت أكثر أجراً ممن كان قريباً من المسجد، وكل بحسب نيته، فأثابك الله في هذا.