للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[اللباس الموافق للسنة]

السؤال

ذكرت اللباس، فما هو لباس السنة من الثوب والبنطلون وما شابه ذلك؟

الجواب

اللباس -أولاً- من المصالح المرسلة، التي على الإنسان ألا يتكيف بكيفية محددة، فلم يكيفه الله عز وجل ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، أن يقول: يا أيها الناس! لا بد أن تلبسوا العمائم أو البنطلون، لا.

إنما المقصود ألا يكون فيه محرماً أو ضيقاً أو شفافاً أو ما يكشف العورة، هذا هو المحذور، أما غير ذلك فلكل بلد، ولكل شعب، ولكل أمة لباس يتعارفون عليه، فنحن هنا في بلادنا لا نقول: هو لباس السنة وأما غيرنا فلا.

فإن أهل العمائم مثل السودان وغيرهم، يقولون: نحن أقرب، وهم في العمائم أقرب، وغيرهم من أهل مصر ربما يدعون أموراً ويقولون: لباسنا أخف وأقرب متناولاً ومداولة في الأعمال، فنقول: لا.

اللباس إذا كان حلالاً فما تعارف عليه الناس، ولم يخرج إلى حد الحرام فهو المطلوب، ولكلٍّ مروءة وعرف.

والعرف يدار عليه بعض أحكام الشريعة، فمن العرف أن تلبس لباس بلدك الذي تعيش فيه وهو من المروءة، فإن عندنا إذا نزل أحدنا إلى السوق وليس على رأسه شيء، فهو من خوارم المروءة، مع أنه جائز، لكنه خفة وطيش، وقلة مروءة، أو يأتي أحد في فنيلة وسروال ويدور في السوق، فنقول: مالك؟ قال: من تواضع لله رفعه ومن تكبر على الله وضعه.

قلنا: ما شاء الله يا هذا الورع المظلم البارد، بل هذا من قلة العقل وقلة المروءة.

فلا يلام أحدٌ بأحد، ومن يلبس عندنا لباس المغاربة ويقول: هو ليس محرماً.

وهو أحد رجلين: أما واهم ويظن أن هذا هو السنة، أو رجل في عقله شيء.

إذاً إذا خلا اللباس من المحرم أو التشبه بالكفار قلنا بجوازه، أما إذا أتى أحد يتشبه بالكفار والخواجات، وبشيء ما أتى به الدين، قلنا كما في الحديث الصحيح: {من تشبه بقوم فهو منهم}.

إذاً فليس هناك لباس محدود، وأنت البس ما شئت، لكنك تراعي العرف العام للمجتمع وللبلد الذي تعيش فيه، البس في كل زمان ومكان وظرف ما يناسب زمانه وظرفه ومكانه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>