[السبب الثالث: الاقتداء بالمعصوم عليه الصلاة والسلام]
يقول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم:{والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما أرسلت به، إلا دخل النار} أليس بصحيح هذا؟
لا يسمع بدعوته صلى الله عليه وسلم يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن به إلا دخل النار.
يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}[الأحزاب:٢١] وقد تكرر قول ابن تيمية: من اعتقد أنه سوف يهتدي بهدى غير هدى الله الذي أرسل به محمداً عليه الصلاة والسلام فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
يقول الشيخ: محمد بن عبد الوهاب مجدد الدعوة -رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في الجنة- يقول: عامي موحِّد يغلب ألف مخلط، ولذلك كان العوام في دعوة الشيخ: محمد بن عبد الوهاب يهزمون الجيوش، كان يخافهم الإنجليز على حدود العراق، يحمل أحدهم المصحف والتوحيد ولا يعرف إلا لا إله إلا الله، ومحمداً رسول الله، ومنهج الله، فيغلب أعداء الله حتى يقولون: حامت عليهم مرة طيارة، فقال لهم القائد العسكري: ادخلوا الخيام، قالوا: الله فوق الطيارة أم الطيارة فوق الله؟ قال: لا.
الله فوق الطيارة، قالوا: توكلنا على الله، فأسقطوها بإذن الله.
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}[آل عمران:١٧٣ - ١٧٤] يقول: كانوا قبل المعركة يتطيبون ويلبسون أكفانهم، ويقول أحدهم: هبت هبوب الجنة، أين أنت يا باغيها؟ لا غنائم، ولا قصور، ولا سيارات، ولذلك في كل عصر كل من صدق مع الله واتبع المعصوم، أنقذه الله عز وجل من الفتن.