للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[وجوب أداء الصلاة في المساجد والأدلة على ذلك]

ولا يقبل الله الصلاة إلا في المساجد يا أمة المساجد! ولا تؤدى الصلاة إلا: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ} [النور:٣٦ - ٣٧] {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة:١٨] {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة:٤٣] {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} [النساء:١٠٢].

فلا صلاة إلا في المسجد، يقول رسول الهداية، ومنقذ الإنسان، ومعلم البشرية، المحرر للإنسان من رق التبعية صلى الله عليه وسلم: {أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر بالصلاة، ثم أخالف إلى أناس لا يشهدون الصلاة معنا، ومعي رجال معهم حزم من حطب، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً، أو مِرْماتَين حسنتين لشهد الصلاة معنا} وعند أحمد: {والذي نفسي بيده لولا ما في البيوت من النساء والذرية لحرقت عليهم بيوتهم بالنار} يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه البيهقي، وصححه عبد الحق الإشبيلي: {من سمع النداء للصلاة فلم يأت، فلا صلاة له إلا من عذر} وعند البيهقي عن علي: [[لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد]].

ويأتي أعمى إلى رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، قيل: هو ابن أم مكتوم الأعمى الذي سماه الله في القرآن: أعمى كما في سورة عبس، لكنه والله ليس بأعمى، والذي لا يعرف هدايته، إن الأعمى الذي لا يعرف مستقبله، إن الأعمى الذي لا يتبع كتاب ربه، ويقطع الصلة بينه وبين الله لكن ابن أم مكتوم أعمى البصر، وليس أعمى البصيرة، أما أعمى البصيرة فهو الذي يقول الله فيه: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الرعد:١٩] {أتى ابن أم مكتوم فقال: يا رسول الله! أنا أعمى، بعيد الدار، ليس لي قائد يلائمني، وبيني وبين المسجد وادٍ مسيل وظلمة، فهل تجد لي من رخصة؟ فأرخص له، ثم تذكر صلى الله عليه وسلم عهد الله وميثاقه وفريضته، فدعاه، فقال: هل تسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح، قال: نعم، قال: فأجب، فإني لا أجد لك رخصة} أي: من أين أرخص لك وهذه فريضة الله، والترخيص لا يصدر إلا من الله، أما أنا فلا أجد لك رخصة أبداً، ولذلك:

مَن خان (حيَّ على الصلاة) يَخون (حيَّ على الكفاحْ)

مَن خان (حيَّ على الصلاة) يَخون (حيَّ على الفلاحْ)

هاتوا مِن المليار مليوناً صِحاحاً مِن صحاحْ

لما خنّا حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، خنّا حيّ على الكفاح، وحيّ على الجهاد والتضحية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>