للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أقوال نيرة في فضل علم السلف]

سوف نسلم الليلة على ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه ليحدثنا كيف كانوا يتلقون عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

ونقف مع الإمام المرتضى سيف الله أبي الحسن علي بن أبي طالب، ومدرسته في الكوفة، وكيف ألقى أول دروسه في الكوفة في الرحبة؛ وهي عاصمة العراق آنذاك.

ثم قبل ذلك نستمع إلى أنس وهو يقرر لنا كيف كان الصحابة يتلقون العلم فيحفظون ويوجهون.

أما ابن عمر فهو يعترض على أهل الرأي، وينشئ مدرسة النقل، ويحارب العقل الذي يحارب النقل؛ لما يسأله السائل عند الجمرات: أرأيت لو فعلت كذا، أرأيت لو فعلت كذا، قال: اجعل (أرأيت) في اليمن.

ثم نأتي إلى الإمام أحمد ونتساءل لماذا كره الإمام أحمد تأليف الكتب؟! وتصنيف المصنفات؟! والتوسعة في الشروح؟!

حتى قال له سائل: أكتب رأي إسحاق بن راهويه وابن المبارك والأوزاعي؟

قال: لا، اكتب الحديث، وخذ من حيث أخذ القوم.

وقال ابن القيم في إعلام الموقعين: كره الإمام أحمد تأليف الكتب.

ونتساءل معه: يا إمام أهل السنة! والجماعة، يا أبا عبد الله، يا أيها النور المشرق، يا أيها المجدد الكبير! لماذا ألفت أنت المسند وكرهت للناس أن يؤلفوا الكتب؟!!

هي وقفة مع الإمام أحمد.

أما الشاطبي فيقول في أول الموافقات: كتب المتقدمين أنفع من كتب المتأخرين، وهو يقول عن نفسه: أنا لا أقرأ في فقه المتأخرين.

حياك الله أيها الشاطبي من عقلية باهرة، توازن عقلية شيخ الإسلام ابن تيمية.

وفي الشاطبي هذا شيء عظيم؛ الشاطبي هذا صخرة الوادي:

أنا صخرة الوادي إذا ما زوحمت وإذا نطقت فإنني الجوزاء

ومن شاء أن يقرأ عمق الرجل، وأصالته وروعته وإبداعه فليقرأ الاعتصام والموافقات، كتابان اثنان.

قال رشيد رضا؛ الكاتب المتأخر، تلميذ محمد عبده؛ المتأخر المصري الإمام في التفسير قال: دخلت المكتبة في القاهرة فكم من كتب وقعت عيني عليها، فما رأيت بعد الكتاب والسنة إلا كتابين اثنين هما: الموافقات والاعتصام للشاطبي، فتذكرت قول الأول:

سامحن بالقليل من غير عذلٍ ربما أقنع القليل وأرضى

أو قول الآخر:

وقد كانوا إذا عدوا قليلاً فقد صاروا أقل من القليل

<<  <  ج:
ص:  >  >>