[ظاهرة التفرق بين الشباب بسبب الإقليمية والشعوبية]
السؤال
الحزازات بين بعض الشباب بسبب الشعوبية والإقليمية والوطنية والقبلية؟
الجواب
{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:١٣] ليس فينا أسود ولا أحمر ولا أبيض، نحن أمة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥] {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران:١٠٣].
ليس عندنا تفاضل لا بنسب ولا بسبب ولا بلغة ولا بدم، بل أفضلنا أتقانا لله، أفضلنا وأكرمنا من حمل هذا الدين، وأعظمنا عند الله من أحب الله وأحب رسوله، وجاهد من أجله، وبذل النفس والنفيس، والغالي والرخيص من أجل رفع لا إله إلا الله، وأفضلنا من تولى الله وأحب الله وسجد له، ومن أخلص قلبه للواحد الأحد، فليس فينا مفضل بنسبه ولا بسببه ولا عندياته ولا بذاته.
فالله عز وجل أدخل النار أبا جهل المخزومي وأبا لهب وأبا طالب عمي الرسول عليه الصلاة والسلام، وبلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي أدخلهم جنة عرضها السماوات والأرض.
أيضاً وطن المسلم كل أرض أشرقت عليها شمس الإسلام، وأيضاً وطن المسلم هذا الكون الفسيح
وكما سلف في القصيدة السابقة:
أنا الحجاز أنا نجد أنا يمن أنا الجنوب بها دمعي وأشجاني
بـ الشام أهلي وبغداد الهوى وأنا بـ الرقمتين وبـ الفسطاط جيراني
وفي ثرى مكة تاريخ ملحمة على رباها بنينا العالم الفاني
في طيبة المصطفى روحي واولهي في روضة المصطفى عمري ورضواني
النيل مائي ومن عمان تذكرتي وفي الجزائر آمالي وتطوان
دمي تصبب في كابول منسكبا ودمعتي سفحت في سفح لبنان
فأينما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني
أمة واحدة قبلتها واحدة، وربها واحد، وكتابها واحد، ورسولها واحد، فمن يسعى إلى تمزيق الشمل أو تمزيق الأمة فهو آثم عند الله، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:١٠] هذه هي التي يجب على العبد أن يرتفع بها ويسمو، وأن يحب في الله ويبغض في الله، وأن يكون عالماً ربانياً كونياً شرعياً يتبع الشرع.
هذا مما يطلب في مثل هذا المقام الشريف، وقد أكد عليه كثيراً في مثل محاضرة (فن تأليف القلوب) ومثل خطبة (وألف بين قلوبهم) وقد ذكرت شيئاً في تلك المحاضرة من كلام أهل العلم بعد الآيات والأحاديث وبمشاركة الشيخ: عبدا لله بن محمد بن حميد فمثل هذا يكفي في ذاك المجال.