هل يشترط استحضار النية الخالصة قبل كل عمل أو يكفي أن يكون ذلك الأمر في قلب المسلم ومن ديدنه؟
الجواب
هذه القضية من أعوص القضايا على الإطلاق, قضية استحضار النية عند الأعمال, وقد ناقشها ابن رجب رحمه الله في كتاب جامع العلوم والحكم عند حديث {إنما الأعمال بالنيات} , وناقشها ابن حزم في المحلى , ونتيجة هذا النقاش: أن العبد عليه أن يستحضر أنه يريد بالعبادة وجه الله, لكن لو فاتته في بعض لحظات العبادة فلا يهمه ذلك إذا كان المقصد والمبدأ وجه الله, كأن يقول: أنا أريد الصلاة لله عز وجل, ثم ينسى أنه يريد الصلاة لله, وتذهب عنه هذه النية فلا يهمه؛ لأنه ما قام إلا مصلياً لله عز وجل.
والنية عجيبة، حتى قيل للإمام أحمد كما في جامع العلوم والحكم: يا أبا عبد الله! كيف نحصل على نية؟ قال: ليفكر العبد لعل الله أن يرزقه النية.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: والله لا أدري ما هي هذه النية, وكيف تحصل, وإنما نسأل الله أن يرزقنا النية.
لأنه لا يُدْرى كيف تمسك هذه النية, ولا كيف تقيد وتضبط, لكن على العبد أن يصدق ويدعو، وأن يحاول وأن يرجو الله عز وجل أن يمنحه النية الخالصة.