للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[قصيدة أمريكا التي رأيت ونشرة الأخبار]

السؤال

فضيلة الشيخ! نأمل منك أن تتحف الشباب بقصيدتك التي ألقيتها في أمريكا (الجدية والهزلية) ولك جزيل المثوبة؟

الجواب

هذا مما يناسب الأشعار والأسمار في مثل هذا النادي، فإن عند المسلمين من السمر المباح ومن الكلام اللطيف ما الله به عليم، وما دام أن هذه القصيدة قد طلبت وتكررت، والمكرر قد يكون ثقيلاً على النفوس ولكن

كرر العلم يا كريم المحيا وتدبره فالمكرر أحلى

وهذا ليس بعلم بل هو شعر فنقول:

كرر الشعر يا كريم المحيا وتدبره فالمكرر أحلى

قصيدة جدية اسمها: (أمريكا التي رأيت) أذكر منها بعض الأبيات التي تخاطب الأمة الإسلامية، تخاطبكم أنتم يا فروع الإسلام ويا أصول الدين:

يا أمة ضرب الزمان بها جموح المستحيل

وتوقف التاريخ في خطواتها قبل الرحيل

سكبت لحون المجد في أذن المجرة والأصيل

وسقت شفاه الوالهين سلافة من سلسبيل

يا أمة ضرب الزمان بها جموح الكبرياء

رأس الدعي على التراب ورأس عزمك في السماء

لو كان مهرك يا مليحة من براكين الدماء

لهفا إليك اللامعون وفر منك الأدعياء

يا أمة كم علقوا بكيانها خيط الخيال

وهي البريئة خدرها فيض عميم من جلال

شاهت وجوه الحاقدين بكف خسف من رمال

موتاً أتاتورك الدعي كموت تيتو أو جمال

يا أمة في عمرها لم تحي إلا بالجهاد

كفرت بمجلس أمن من نصب المنايا للعباد

القاتلي الإنسان خابوا ما لهم إلا الرماد

جثث البرايا منهم في كل رابية وواد

ما زرت أمريكا فليـ ست في الورى أهل المزار

بل جئت أنظر كيف ند خل بالكتائب والشعار

لنحرر الإنسان من رق المذلة والصغار

وقرارنا فتح مجيد نحن أصحاب القرار

ورأيت أمريكا التي نسجوا لها أغلى وسام

قد زادني مرأى الضلا ل هوىً إلى البيت الحرام

وتطاولت تلك السنون فصار يومي مثل عام

ما أرضهم أرض رأيت ولا غمامهم غمام

أما القصيدة الهزلية فهي على بحر الرجز، وبحر الرجز حمار الشعراء! وعنوانها: (نشرة الأخبار في السفر إلى أمريكا):

يقول عائض هو القرني أحمد ربي وهو لي ولي

مصلياً على رسول الله مذكراً بالله كل لاهي

قد جئت من أبها صباحاً باكراً مشاركاً لحفلكم وشاكراً

وحملتنا في السما طيارة تطفح تارة وتهوي تارة

قائدها أظنه أمريكي تراه في هيئته كالديك

يا سائل الأخبار عن أمريكا اسمع رعاك الله من يفتيكا

وهذه أخبار هذي النشرة مسافة السير ثلاث عشرة

من الرياض عفشنا ربطنا وفي نيويورك ضحىً هبطنا

أنزلنا في سرعة وحطنا وقد قصدنا بعدها واشنطنا

ثم ركبنا بعدها سيارة مستقبلين جهة السفارة

منزلنا في القصر أعني ريديسون يا كم لقينا من قبيح وحسن

في بلد أفكاره منكوسة تثقله بصائر مطموسة

يقدسون الكلب والخنزيرا ويبصرون غيرهم حقيرا

ما عرفوا الله بطرف ساعة وما أعدوا لقيام الساعة

فهم قطيع كشويهة الغنم جد وهزل وضياع ونغم

من دمر العمال في بولندا ومن أتى بالرق في يوغندا

من دمر البيوت في نزاكي من ضرب اليونان بالأتراكِ

من الذي ناصر إسرائيلا حتى تصب عنفها الوبيلا

استيقظوا بالجد يوم نمنا وبلغوا الفضاء يوم قمنا

منهم أخذنا العود والسيجارة وما عرفنا نصنع السيارة

إلى آخر هذه القصيدة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>