للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحجاب الشرعي]

ثانياً: من الموانع الحجاب الشرعي.

هذه السمة العظيمة التي أتى بها صلى الله عليه وسلم، وهذه القيمة للمرأة المتحققة، وسمعتن قبل ما يقارب سنة ونصف أو سنتين أن في فرنسا؛ الفرنسيات ينادين بالحجاب؛ لأنهن وجدن أن الشعب يسعى إلى الدمار والهاوية، وأن الأعراض مزقت، وأن المرأة ما أصبحت لها مكانة، وأن المجرمين يتعدون الحدود، وأن الإنسان أصبح لا يجد مكاناً للعيش، وأصبحت بناته وأخواته وزوجاته نهباً وسلباً، هذا في المجتمع الضال المنحرف عن منهج الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، لذلك بدأن ينادين بالحجاب؛ لا خوفاً من الله عز وجل، ولا تقوى لله عز وجل، ولكن يردنَ أن يحافظن على أقل حدٍ من الحياة أو من الأمن!

الحجاب الشرعي الذي أتى به رسولنا عليه الصلاة والسلام هو تغطية الوجه والكفين، وإلا فلو لم تغط المرأة وجهها ظهرت للناظرين، وظهرت زينتها وفتنتها، وإني آسف كل الأسف أن يوجد في هذه المدينة، وفي بعض المدن، من خذلن الحجاب ونبذنه واكتفين فقط بتغطية الرأس، وتعلقن ببعض الأدلة الواهية، وخرجن في الشوارع، وخالطن الرجال، وإن هذه كارثة، ومخالفة لدين الله عز وجل، وهذا أولُ الهدم، وأول الشرود عن منهج الله عز وجل، فحذار حذار من هذا.

ومن كان عندها شك فلتراجع كتب أهل العلم، وتراجع الأدلة والبراهين لتتقي الله في عصر الفتنة، ولو أجيز في القرن الأول لما أجيز في هذا القرن، الذي أصبح الذئاب فيه كُثر، وأصبح المعرّضون والفجرة فئامٌ لا يحصيهم عاد، وإني لأعرف أناساً لا ينزلون إلى الأسواق إلا للمتعة في وجوه الأجنبيات، والنظر والتغزل بالمحاسن، والفسق والفجور، والتعدي على مناهج الله عز وجل، فالله الله في الحجاب، والله الله في الستر، والله الله في لزوم طاعة الله عز وجل، واجتناب نواهيه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>