للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المخالطة مع الصبر أفضل]

قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: {الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم} رواه أبو داود وغيره بسند صحيح، وهذا أمر واقع, فإن من يخالط الناس يرى منهم النكال والاستهزاء والتشهير، ويرى منهم الغصص, لكنه يصبر ويحتسب، وهذا شأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فإن الأنبياء لم يبعثوا في الكهوف, والذي يريد أن يعتزل بدينه قد يسيء للإسلام إلا في بعض المراحل والأحوال والأشخاص, لكن أن تكون هذه ظاهرة ويكون هذا منهجاً مدروساً فلا نوافق عليه, وليس بصحيح.

فيا إخوتي في الله! على العبد أن يتقي ربه، وألا يعتزل إخوانه المؤمنين, وأبشركم أن الحال بخير والحمد لله، وأن الناس مقبلون على الطاعة, وأنهم يقدرون كلماتك, ويرحبون بك إذا أمرت ونهيت, ولم يأتِ زمن لا يقال في الأرض: لا إله إلا الله أو الله الله.

بل ما زال هناك مصلون وصائمون وصادقون وعباد وأبرار, فخالطهم، وأمر وانه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>