يتأكد في مواطن عند القيام من النوم -وقد أسلفنا ذلك- لتغير الفم، وعند تغير الفم بطارئ يطرأ على الإنسان فيجد فمه متغيراً، فليباشر بالسواك.
وعند الوضوء: إذا أتى يتوضأ إما قبل الوضوء وإما بعده، وكان بعض الصالحين إذا أتى ليتوضأ تسوك ثم توضأ.
وعند الصلاة: أي عند القيام إلى الصلاة أو عند الإقامة ليكون ملابساً للحالة الراهنة التي يقوم الناس فيها، إذا أقيمت الصلاة فليبدأ الإنسان بالتسوك.
وعند تلاوة القرآن: وفي بعض الأحاديث أن الملك من الملائكة إذا قام العبد يقرأ أو يصلي وضع فمه على فمه، فعليه أن يعتني بهذا الأمر.
وعند طول السكوت، لأن السكوت يغير رائحة الفم، فليتسوك.
وعند كثرة الكلام، لأن بعض الناس إذا جلس أزعج أو أرعد وأزبد، وتكلم طويلاً ولو لم يكن فيه فائدة، كالتحدث عن حادث سيارة، أو بيت سقط على أهله، أو رجل تزوج، فأتى بقصة الزوج من أولها إلى آخرها، من صلاة الفجر إلى قرب وقت صلاة الظهر، فاقتضى ذلك أن يتسوك وأن يتعاهد هذا، قالوا: من كثرة الكلام، وكذلك الجوع الشديد كالصائم.
وبعد الطعام، قال ابن عمر كما في كتاب الزهد للإمام أحمد:[[لئن أتسوك بعد الطعام خير لي من وصيف]] أي من خادم، ومن سنن الصالحين بعد الطعام ثلاثة أمور:
غسل اليدين، وحمد الله، والسواك والتخلل بالمخاليل، هذه وأما حديث {حبذا المتخللون من أمتي} فلا يصح حديثاً، بل إنه حديث ضعيف أو واهٍ مكسر الأضلاع.