[عداء الغرب للإسلام وأهله]
ثم أتت الدعوات المغرضة تترى حتى وصلنا اليوم إلى أعداء الإسلام، فألفوا الكتب، وعقدوا المؤتمرات، وصرحوا بالرسائل والفتيا، وانتقدوا على الإسلام، وقالوا: دين همجية.
كيف يسرق السارق سرقة فتقطع يمينه؟! أهذا من العقل والنقل؟! كيف يقتل القاتل؟ ونقول لهم: يا سبحان الله! نسيتم الشعوب التي دمرتموها، والشيوخ الذين قتلتموهم، والأطفال الذين أبدتموهم، واعترضتم على قتل مجرم بقتله تحيا الأنفس، والله يقول: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:١٧٩].
قتل مجرم واحد يحيا به شعب يدين لله عز وجل، وقطع يد سارق واحد، تبقى أموال الناس مأمونة مخزونة محفوظة، ويبقى الناس بسلام، وجلد زانٍ واحد، تبقى أعراض الناس سليمة معافاة محماة، فما لكم أنتم لا تفتشون عن أخباركم وصحفكم السود؟ راجعوا سجلاتكم ماذا فعلتم بالشعوب؟
قالوا: هم البشر الأرقى، وما أكلوا شيئاً كما أكل الإنسان أو شربوا، من الذي قتل شعب فلسطين شعباً كاملاً بأطفاله ورجاله ونسائه؟! من الذي هدم مساجده؟! من الذي لعب بأعراض نسائه؟! من الذي مزق كتبه وضيع معالمه وشتت أهله شذر مذر في الأرض؟! أليست هي الصهيونية العالمية ومن ورائها أمريكا التي تدَّعي حقوق الإنسان وحفظه ومناعته وهي عدوة الإنسان؟
من ضرب العمال في بولندا ومن أتى بالرق من يوغندا
من دمر البيوت في نزاكي من ضرب اليونان من أتراك
من الذي ناصر إسرائيل حتى تصب عنفها الوبيلا؟
إنهم يقتلون الملايين ولكنهم لا يسألون أنفسهم، وأما الإسلام فيتهمونه إذا قتل مجرماً واحداً: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:٥٠] يستخدمون حق الفيتو إذا وقف بعض الناس بحماسة ورحمة الإنسانية للشعب المضطهد، ولا يأخذون حق الفيتو ضد من قتل الناس وأرهبهم ودمر بيوتهم.
أخرج شعب أفغانستان -وهو ثمانية مليون- إلى باكستان لاجئين يموتون جوعاً، لا يجدون ورق الشجر، ولم يستخدموا حق الفيتو، وأخرج شعب فلسطين من خمس وعشرين سنة، وفرق بين الابن وأبيه، وبين الأخ وأخيه، وبين الأم وولدها، فما استخدموا حق الفيتو.
فإذا شخص مجرم انتهك أعراض المسلمين على أنه زانٍ، قالوا: همجية وبشاعة وأنه لا يناسب رحمة الإنسان.
ما هذا الورع المظلم؟!! وما هذه اللعنة العمياء التي أصيبوا بها في سمعهم وأبصارهم؟ ونرد عليهم أيضاً بواقعهم، فانظروا إلى بلادهم، وانظروا إلى ولاياتهم كيف تعيش الدمار والعار.
إن عيد الكرسمس في الولايات المتحدة تغلق فيه الكهرباء وتطفأ لمدة عشر دقائق، وأحصي في بعض الولايات في الشمال كولاية أوكلاهوما أن بعض السرقات بلغت في عشر دقائق ألف سرقة، أما في الإسلام فإننا -والحمد لله- نعيش في أمان، يذهب الذاهب بماله، فلا تتعرض له عصابة ولا مجرمون، ولا يتعرض له قطاع طريق، لأنهم علموا أن الحد سوف يصيبهم، ولذلك وقف عليه الصلاة والسلام بقوةٍ أمام كل من عطل الحدود، وبين أن من عطلها فهو ملعون في الدنيا والآخرة، وأن من عطلها فقد غضب الله عليه، لا يقبل الله من صرفاً ولا عدلاً، ولا كلاماً، ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم.