[الصراع الحربي بين التوحيد والإلحاد]
العنصر الرابع: الصراع الحربي القتالي بين التوحيد والإلحاد.
إن الصراع والقتال بين الإيمان والإلحاد جزء من الصراعات التي ذكرتُ، فإن بدراً وأحداً هي بين الإيمان وبين الإلحاد والطغيان.
وكذب طه حسين وافترى على الحي القيوم يوم أتى يتكلم عن بدر -واسمع إلى المتخلف العفن- يقول: بدر وقعت بين قبائل قريش وقبائل الأوس والخزرج لحزازات في الجاهلية حزازات! لا والله بل جبريل في المعركة، يقول حسان:
وبيوم بدر إذ يصد وجوههم جبريل تحت لوائنا ومحمد
لا إله إلا الله نزلت في المعركة الله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله شاركت في المعركة الملائكة متعممون مسومون يضربون بالسيوف وشاركوا في المعركة أهي حرب قبلية؟!
هذه المعلومات أخذتها يا طه حسين من باريس، ولو رجعت إلى المدينة وإلى السنن والمسانيد لرأيت العلم الصحيح، لكنك أخذتها من ديجون وفلريدسكل دستن، وغيرهم وأذنابهم وأشياعهم من أعداء الإسلام.
أحد وبدر واليرموك والقادسية بين لا إله إلا الله وبين الكفر، بين الإيمان والشرك، وأفغانستان اليوم وفلسطين -إن شاء الله- كذلك وما انتصر المجاهدون في أفغانستان إلا يوم أن نزلت لا إله إلا الله في الساحة.
في جحفل من بني الأفغان ما تركت كراتهم للعدا صوتاً ولا صيتا
قوم إذا قابلوا كانوا ملائكة حسناً وإن قاتلوا كانوا عفاريتا
رفعوا لا إله إلا الله، وسجدوا وقالوا: لا إله إلا الله، وإذا نزلت لا إله إلا الله إلى الساحة فلتأت روسيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال:١٧] {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ} [آل عمران:١٦٠] {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران:١٢٦] واليوم يُشرف على فتح كابل، واقترب فتحها {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ} [الأنبياء:٩٧] قال المجاهدون الأفغان: لا إله إلا الله، آمنا بالله وكفرنا بهيئة الأمم المتحدة.
قال لهم الناس: جنيف قالوا: آمنا بالله وحده وكفرنا بـ جنيف، قالوا: مجلس الأمن قالوا: آمنا بالله وحده وكفرنا بمجلس الأمن.
يا أمة في عمرها لم تحي إلا بالجهاد
كفرت بمجلس أمن من نصب المنايا للعباد
القاتلو الإنسان خابوا مالهم إلا الرماد
جثث البرايا منهمو في كل رابية وواد
فأخذوا الكلاشنكوف، وتوضئوا وبدءوا في الغارات يذبحون الشيوعيين على الطريقة الإسلامية، ويجوز ذبح الشيوعي إذا كان على الطريقة الإسلامية، فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير.
وفي الأخير أتى الدب الأحمر في موسكو وقال: ننسحب للأخوة الإنسانية عرفتك لا إله إلا الله والكلاشنكوف الأخوة الإنسانية، لكن فلسطين ثلاثين سنة ما اعترف شامير ولا سمع شامير بلا إله إلا الله، والآن نسأل الله أن تنزل لا إله إلا الله في ساحة فلسطين ليعود البيت الأقصى للمسلمين بلا إله إلا الله فلسطين لن تعود حتى نعود إلى الله عز وجل {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران:١٢٦] النصر يأتي من فوق سبع سماوات النصر يأتي من هناك، ولا يأتي من عند أحد، لا من واشنطن ولا من موسكو، وإذا أتى النصر من عند الله وصدقنا مع الله نصرنا الله كما تشاهدون وتسمعون من المجاهدين الذين سفَّهوا الشيوعيين، والله لقد سفكوا حتى ماء وجوههم على الأرض، وخرجوا وهم في خجل ورعب.
فروا على نغم البازوك في غسق فقهقهت بالكلاشنكوف نيرانُ
يسعى فيعثر في سروال خيبته في أذنه من رصاص الحق خرصان
فيا أبناء التوحيد! ويا أبناء الذين رفعوا لا إله إلا الله ووزعوها على البشرية أنا أتكلم في قوم ليسوا بغرباء، هم من نسل خالد بن الوليد وطارق وصلاح الدين، ومن يشابه أبه فما ظلم أعطي خالد السم في اليرموك، وقال له الروم: إنك تزعم أنك متوكل على الله فاشرب السم.
قال: باسم الله توكلت على الله، فشربه، فما أصابه شيء.
وقيل للرسول عليه الصلاة والسلام: الجيش جرار مقبل عليك، فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران:١٧٤].
وقيل لإبراهيم: النار محرقة، قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، فنجى.
وقيل لموسى: الماء مغرق.
قال: حسبنا الله ونعم الوكيل فنجى.
وقيل لـ خالد: جيش الروم في اليرموك مائتان وثمانون ألفاً وجيشك ثلاثون ألفاً، يقول أحد المسلمين بجانب خالد: أما اليوم فالملتجى إلى جبال سلمى وأجا في حائل.
فقال خالد: بل إلى الله الملتجى، فنصره الله، وأتى سعد إلى أهل فارس فرأى الجموع كالجبال فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل.
وأتى المجاهدون الأفغان يوم أتت روسيا بدباباتها وطائراتها وقضها وقضيضها وقواتها وقنابلها، فخرجوا بالسلاح البدائي وبالقماش المرقع وبقطع الخبز وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران:١٧٤].
وأنا أقول من هذا المكان: يا كل فلسطيني على وجه الأرض! لن ينصرك الله حتى تعود إلى الله وتقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، فحسبنا الله أولاً وآخراً.
نسأل الله أن يثبت الإيمان في قلوبنا وقلوبكم، وأن يزرع شجرة اليقين في أرواحنا، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أحينا ما كانت الحياة خيراً لنا، وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة برحمتك يا أرحم الراحمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وإن كان لي من شكر فإني أشكر الله تبارك وتعالى، ثم أشكركم، ولا أنسى أن أشكر فضيلة الشيخ: عبد الوهاب الناصر إمام هذا الجامع، وأستغفر الله مما ذكرني به فأنا أعلم بنفسي.
إلهي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني
يظن الناس بي خيراً وإني لشر الناس إن لم تعف عني
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.