للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حرص شيبة الحجبي على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم]

قال أبو وائل: جلست إلى شيبة الحجبي.

وهو من عبد الدار فهو عبدلي، وهو صاحب مفاتيح الكعبة، أراد أن يغتال الرسول صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فأخذ خنجراً مسموماً، وسمه بالسم حتى أصبح أزرق اللون، وأراد أن يسطر أعظم جريمة في تاريخ البشرية، وأن يغتال أعظم رائد من رواد إنقاذ الإنسان إلى الله وإلى الدار الآخرة قال: فأخفيته تحت إبطي، فأتى صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فاقترب من شيبة، فأراد شيبة أن يوكزه بالخنجر، فالتفت صلى الله عليه وسلم إلى شيبة ووضع يده عليه، وقال: {مالك يا شيبة؟ ماذا تريد؟ قال: أستغفر الله وأتوب إليه.

قال: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم وضع يده على صدر شيبة، قال شيبة: والله ما رفعها إلا كان أحب الناس إلي}

محاسنه هيولى كل حسنٍ ومغناطيس أفئدة القلوب

وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل البيت في الفتح، وقال لـ شيبة: سلِّم المفاتيح، قال: المفاتيح عند العجوز -وأمه هذه كانت المسئولة عن المفاتيح، تنام وتقوم وهي معها- قالت: لن أعطيك المفاتيح، قال: يا أماه! والله الذي لا إله إلا هو إما أن تعطيني مفاتيح الكعبة أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري، ثم سل سيفه، فقالت: خذ المفاتيح فأخذها صلى الله عليه وسلم، فلما هزها بيده وفتح الباب قال العباس: يا رسول الله! أعطنا المفاتيح لنجمع بين السقاية وبين مفاتيح الكعبة.

فقال عليه الصلاة والسلام: {لا.

خذها يا شيبة! تالدةً والدةً فيك وفي ذريتك} فالمفاتيح لا زالت عندهم إلى اليوم.

الشاهد: أنه فتح الكعبة لـ عمر وهو خليفة، فدخل عمر فرأى الذهب والفضة، ففكر، وكان كثير الفكر، متوقد الذهن، ميمون النقيبة، دائم الاستكشافات من ذهنه، يقترح دائماً؛ لأنه حي الإحساس، قوي العاطفة، مقترح جنَّد الأجناد، ودون الدواوين، ونظم الجيوش قال: لقد هممت أن أوزع هذه الثروة على فقراء المسلمين.

قال شيبة: والله لا تفعل، والله لا تفعل، والله لا تفعل، قال: ولمه؟ قال: ما فعلها صاحباك.

فنكص عمر وقال: هما المرءان يقتدى بهما.

فما دام أنه قد ذكره بمحمد صلى الله عليه وسلم.

وأبي بكر؛ فقد أوقفه عند حده، وإلا لو ذكره برجل آخر لبطحه أرضاً؛ لأن عمر يبطح الرجال، ويبطح الزعماء، لكن إذا أوقف عند محمد صلى الله عليه وسلم يقف.

<<  <  ج:
ص:  >  >>