هل صيام شهر رمضان من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟
الجواب
الظاهر أن الذين قبلنا صاموا بل هو الصحيح, لقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:١٨٣].
وهنا مداخلة للشيخ جبريل جزاه الله خيراً، فمن مثله نستفيد.
بالله لفظك هذا سال من عسل أم قد صببت على أفواهنا العسلا
والقضية التي ذكرها قد ذكرها الطبري في تفسيره , عند قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}[البقرة:٥١] السبب أن موسى عليه السلام فيما يذكر ابن عباس: أنه صام ثلاثين يوماً, فلما صام ثلاثين تغير فمه هكذا يذكرون, وقصص بني إسرائيل -كما تفضل الشيخ- كالوردة تشم ولا تعك، لا تصدقوهم ولا تكذبوهم, يقول الإمام مالك: أهل العراق مثل بني إسرائيل لا تصدقوهم ولا تكذبوهم.
فالمقصود: أن موسى عليه السلام لما صام ظهرت من فمه رائحة -خلوف فم الصائم- فأخذ سواكاً وتسوك, فلقي الله عز وجل، فأوحى الله إليه: يا موسى! أما علمت أن خلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك؟ عد فصم عشرة أيام, فعاد {وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}[الأعراف:١٤٢] فعاد فصام عشرة، فأصبحت أربعين.
لكن السؤال الذي يتوجه: هل اسم رمضان، أو هذا الشهر بالذات كان يصام من قبلنا؟ لا ندري، إنما الأسماء أسماء إسلامية {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً}[التوبة:٣٦] أما الأسماء فهي إسلامية بلا شك, والرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم والعرب تصوم من باب أولى، لكن صام صلى الله عليه وسلم ثمان رمضانات، وقد فرض في السنة الثانية.