للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[التشهير بالمبتدعة والتحذير منهم]

إن من شهر ببدعته شهرنا به, ومن أشهر بدعته لا بد أن نخبر به على رءوس الأشهاد, فإذا ما شهر بدعته ورددنا عليه, قال: اتقوا الله! ولا تثيروا الخلاف, آداب النصيحة ألا تعرفونها؟! لا بد أن تنصحوننا بيننا وبينكم, لا تفضحوننا على رءوس الأشهاد, عجيب أمرك! تنشر بدعك في الصحف، وتلقيها في التلفاز على الشاشة, وتعرضها يوم الجمعة على المنابر, وتطالبنا أن ندس نصيحتنا, وهذا منهج العلمانية , فـ العلمانية تؤيد أهل التصوف والابتداع تأييداً باهراً, وبينهم حلف ابتداعي بالداخل, وبينهم وثيقة ولو لم تكتب, حتى أنك تجدهم إذا كتبوا وسبوا السنة أو تعرضوا للسنة أُيِّدوا, فإذا رد عليهم قالوا: لا تثيروا الخلاف الرد بالحكمة!! قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران:١٥٩] وقال: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ} [النحل:١٢٥] وقالوا: أين الحكمة؟ ولا بد من احترام هؤلاء المشايخ!!

كيف يردون علينا ويشهرون بنا، ونرد عليهم بحكمة؟ أهذه هي الحكمة؟

لا.

بل بد من التشهير بهم والتحدث بأخطائهم وزلاتهم حتى يتجنبها الناس.

أحمد بن أبي دؤاد صاحب القول بخلق القرآن، ووزير المعتصم , وهو قاضي صاحب مروءة وكرم وشهامة, لكن الله أعمى قلبه عن السنة, فعادى الإمام أحمد، ومن عجيب أمره أنه كان ينفق في الجلسة الواحدة ألف ألف درهم, ويفك الرقاب, ويصلح بين القبائل, حتى يقول أبو تمام في بيتين فيه من أعجب ما قيل:

لقد أنست محاسن كل حسن محاسن أحمد بن أبي دؤاد

وما سافرت في الآفاق إلا ومن جدواه راحلتي وزادي

فوقف الإمام أحمد في صلاة العيد, فسمع واعظاً يحذر من أحمد بن أبي دؤاد ويخبر ببدعته ويخبر أنه خالف السنة, فتبسم الإمام أحمد وقال: "ما أحسن هؤلاء الوعاظ للعامة" يعني أن الإمام أحمد يؤيده ويشيد به ويحترمه ويقره على ما فعل لأنه شهَّر به.

<<  <  ج:
ص:  >  >>