أوصي الإخوة أن يكون عند الإنسان دفتر جيب أو ما يسمى مذكرة يومية، يسجل فيها ما يستفيده من المجالس والملاحظات العامة، وما يستقريه، وما يسمعه من الأخبار إن كان عند المذياع.
فإذا أعجبه بيت، أو طرفة أو خبر، يقيده في هذا الدفتر وهذا الدفتر يسمى كشكول، تكتب فيه كل شيء، لكن كل شيء له قيمة وفائدة.
والمقصود هنا: أنك لن يمر بك يوم -وجرب- إلا وقد جمعت من الأخبار ورءوس المسائل، والتحليلات الكثير والكثير.
ومرة مر ابن المبارك المحدث المشهور بمزبلة فسمع بيتاً فأخرج مذكرة وكتب، قالوا: تكتب في المزبلة؟
قال: درة في مزبلة! وهذا يسمى صيد الخاطر؛ أن تكتب كل ما سمعت، ولكن "قيد العلم بالكتابة" ليس بحديث، لكنه من كلام الحكماء:
العلم صيدٌ والكتابة قيده قيِّد صيودك بالحبال الواثقة
وهذا من أردأ الأبيات ولو أن فيه حكمة، لكنه ثقيل على النفس.