وعن هشام بن عامر الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: {ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال} رواه مسلم بأطول من هذا، فهي الفتنة العظيمة التي تعوذ منها المتعوذون، أعاذنا الله وإياكم من فتنته.
إذا خرج الدجال تكون الأيام -كما قلت- يوماً كسنة، ويوماً كشهر، ويوماً كأسبوع {فسأل الصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام: كيف نصلي في اليوم الذي كسنة؟ قال: اقدروا له قدره} أي: قدروا الأوقات، فاليوم الذي كالسنة لا تكفيه خمس صلوات؛ لأنك تصلي الفجر وتمكث ستة أشهر، ثم تصلي الظهر، وتمكث ثلاثة أشهر ثم تصلي العصر- قال: اقدروا قدره.
أخذ من هذا بعض العلماء: على أن أهل القطبين يقدرون قدر الصلوات، لأن في القطب الآن يكون عندهم النهار ساعتين، والليل عندهم اثنتان وعشرون ساعة أحياناً، فماذا يفعلون؟ يكفيهم في النهار فقط صلاة، قال: اقدروا قدره، وأحياناً عندهم إذا أذن المغرب بعد ساعة وربع، يؤذن لصلاة الفجر، فأين تذهب العشاء؟ يقدرون قدرها، لأن أهل الفتوى يقولون لأهل القطبين على قولين:
- يصلون على صلاة أهل مكة.
- ومنهم من قال: أقرب البقاع إليهم، والصحيح يقدرون قدرها في الساعات كالأيام العادية في بلد متوسط معتدل.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {ما كانت فتنة ولن تكون حتى تقوم الساعة أكبر من فتنة الدجال} قال الحافظ ابن كثير في النهاية تفرد به أحمد وإسناده جيد وصححه الحاكم.
وهنا الحديث الطويل الذي أوردته عند مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: والله لقد سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: {ليكونن قبل يوم القيامة المسيح الدجال وكذابون ثلاثون} هؤلاء الثلاثون يدعون النبوة، وفي عهده عليه الصلاة والسلام خرج أناس منهم مسيلمة الكذاب، وبعده الأسود العنسي وطليحة بن خويلد ورجع طليحة إلى الإيمان.