للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[قصيدة أمريكا التي رأيت]

السؤال

نريد من الشيخ عائض أن يسمعنا شيئاً من شعره وخاصة القصيدة التي تكلم فيها عن أمريكا؟

الجواب

هذه القصيدة تكررت كثيراً حتى مللت منها، أظن والله أني كررتها في المحاضرات والندوات أكثر من ستين مرة، حتى الإنسان مل من نفسه، لكن إذا طلب منك إنسان محترم طلباً فإن عليك أن تلبي طلبه، وأنا أعرف أن الكثير قد مل منها أو مجته أذنه، لأنهم يقولون: النفس مولعة بمعاداة المعادات، أي: تعادي المكررات، وقال الشعبي: لحمل الصخور من الجبال أخف عليّ من إعادة أحاديث الرجال، لكن ماذا نفعل؟ {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} [يوسف:٨٨] أما الجدية فلا أذكرها لأنها طويلة واسمها أمريكا التي رأيت والهزلية فيها بعض الدعابات وهي أرجوزة فمنها:

يقول عائض هو القرني أحمد ربي وهو لي وليُّ

مصلياً على رسول الله مذكراً بالله كل لاهي

قد جئت من أبها صباحاًباكرا مشاركاً لحفلكم وشاكرا

وحَمَلَتْنَا في السما طياره تطفح تارة وتهوي تارة

قائدها أظنه أمريكي تراه في هيئته كالديكِ

على ذكر الطيارة أحد الطلبة كان عنده بعض التخلف في مزاجه في فصل من الفصول، وكان الأستاذ دائماً يقول له: أنت تسأل في وادٍ ونحن نشرح في وادٍ، أرجوك لا تسأل، قال: خيراً يا أستاذ! وبدأ الشرح.

ولما انتصف في المحاضرة، رفع الطالب يده، قال الأستاذ: خيراً إن شاء الله، قال: هل للطيارة بوري؟ وهو سؤال وجيه، نسأل الله أن ينفعه بالعلم النافع.

يا سائل الأخبار عن أمريكا اسمع رعاك الله من يفتيكا

وهذه أخبار هذه النشرة مسافة السير ثلاث عشرة

من الرياض عفشنا ربطنا وفي نيويورك ضحىً هبطنا

أنزلنا في سرعة وحطنا وقد قصدنا بعدها واشنطنا

ثم ركبنا بعدها سيارة مستقبلين جهة السفارة

منزلنا في القصر أعني ريديسون يا كم لقينا من قبيح وحسن

وقد وصلنا إلى مباني الكونجرس ولم نجد مستقبلاً ولا حرس

فيها ملايينٌ حوت من الكتب في كل فن إنه هو العجب

في بلد أفكاره منكوسة تثقله بصائر مطموسة

يقدسون الكلب والخنزيرا ويبصرون غيرهم حقيرا

ما عرفوا الله بطرف ساعة وما أعدوا لقيام الساعة

ومعنا في صحبنا العجلان أكرم به مع العلا جذلان

وصالح المنصور من بريدة يشبه سعداً وأبا عبيدة

ومعنا عبد العزيز الغامدي ابن عزيز صاحب المحامد

والشهم عبد القادر بن طاشي ذو القلم السيال في انتعاش

فهو أبونا في مقام الترجمة لأننا صرنا صخوراً معجمة

ثم هبطنا في مطار دنفرا جلودنا في البرد صارت كالفرى

إلى آخرها والله أعلم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>