على الرغم مما مرت به بلادنا من هذه الأزمة من الفتنة والحرب إلا أننا لم نرَ من الناس رجوعاً وإنابةً إلى الله وخصوصاً بعد زوال الغمة حيث مباني الربا ومحلات الغناء وغيرها من المنكرات والمعاصي وتهاون الناس في الصلوات وخصوصاً صلاة الفجر وغير ذلك، فما هي نصيحتكم وما توجيهكم لمثل هذا بالذات، وجزاكم الله خيراً؟
الجواب
هذا السؤال فيه شقان:
الشق الأول: ما يتعلق بالناس من أنهم لم يلاحظ الأخ عليهم عودة إلى الله، وأظن أنه لم يلاحظ العودة في هذه الأيام الوجيزة أو أن الإنسان لا يستطيع أن يستقرأ العودة في عيون الناس وقلوبهم ووجوههم, لكن لوحظ عودة كثير من الناس، ومن يلاحظ أخبار الناس ويتأملهم وجد ذلك وعلى كل حال إذا التزمنا بما نحن فيه من خيرية ولو أنها قليلة فهذا خير كثير, إذا لم تستطع أن تزيد على ما معك فالزم ما عندك:
ولم أرَ في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمامِ
لأن بعض الناس -والعياذ بالله- بعد الانتصار يبطرون ويتكبرون ويتجبرون فيرتدون على أعقابهم.
وأما ما ذكر الأخ من بعض المعاصي ودور المعاصي وأماكن الربا, فنسأل الله عز وجل أن يوفق ولاة الأمر وأن يهديهم إلى سواء السبيل؛ لإزالة مثل هذه الأماكن وهذا يرفع إليهم، ونسأل الله تعالى أن يهديهم قراراً حكيماً يتخذون بشأن هذه وهذا الذي نأمله؛ لأنهم هم الذين يملكون هذا القرار المهم في حياة الأمة وهذه أمنية السواد الأعظم من أمة هذه الرسالة؛ لأن الشعب هذا شعب مسلم علمه لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويحب الله ورسوله، حمل وثيقة إياك نعبد وإياك نستعين، وما أظن أنهم إذا رأوا هذا وتأملوا إلا هداهم الله عز وجل لما فيه خير للإسلام والمسلمين.