هناك بعض الشباب يؤدون الصلوات مع الجماعة، ويصلون التراويح, ومن بعد التراويح يقضون الوقت في لعب ولهو وشرب الدخان، وإذا نصحناهم أن يقلعوا عن هذا العمل الخاطئ, قالوا: صلينا الفريضة وصلينا التراويح، فماذا نعمل؟ نلعب الورق أو نأكل أعراض المسلمين؟
الجواب
في محاضرة سابقة تعرضت لهذه الأمور، ومنها: الفراغ الذي بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر, والمسألة محددة في السؤال أنه يقول: نهرب من الغيبة إلى الورقة, فكأن هذا الرجل ليس عنده صلاح وانتهاء عن المعصية، وليس عنده فرار من هذا الذنب إلا بذنب آخر أهون منه, ما هذا الفكر؟!
أنا ذكرت كلام ابن تيمية لما مرّ بصوفي مغفل، لا قرآن عنده ولا علم؛ أعمى القلب والبصر، يقرأ في القرآن في سورة النحل قال:{فخر عليهم السقف من تحتهم} قال ابن تيمية: لا قرآن ولا عقل! لأن السقف دائماً من فوق.
فهذا صاحب الورقة، يقول: إما أغتاب الناس أو الورقة، أليس هناك حل ثالث؟ أما هناك قرآن؟ أما هناك سنة؟ أما هناك طلب علم، أو استغفار، أو نوافل، أو سماع شريط، أو قراءة كتاب إسلامي, أما أن تترك الغيبة إلى الورقة فهذا ليس بصحيح, وهؤلاء الذين يقولون هذه الأحاجي مردودة عليهم، وحجتهم داحضة عند ربهم, ولا يقبل قولهم, وعليهم أن يتوبوا ويتذكروا أنهم محاسبون على أوقاتهم، وعندنا -والله- الأمور الشرعية المشرحة للصدر المنورة للفؤاد ما يشغل بها المسلم وقته, وبعض العلماء كانوا ينامون أربع ساعات, ونُقل عن عالم أنه كان ينام ساعتين في أربع وعشرين ساعة, قالوا: ما لك؟ قال: الحاجات أكثر من الأوقات, قال تعالى:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}[المؤمنون:١١٥ - ١١٦].