الأمر الخامس: تحريم إنشاد الضالة فيه، فعند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{من سمعتموه ينشد ضالة في المسجد فقولوا: لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا} ويلحق بهذا من استوصف الناس أوصافاً، أو يتكلم في أمور خارجية، وألحق بعض العلماء الفضلاء من يدعو الناس للولائم داخل المسجد، بل ينتظرهم حتى يخرجوا؛ لأنه يحول المسجد إلى فوضى، وبعضهم يقوم ويخبرهم بمشروع زواجه، ومن هي القبيلة التي سوف يستقبلونها، وكم يريد من العدد، محاضرة كاملة حتى يشوش على المصلين، وهذه الفوضى بعينها، وبعض الناس حوّل المسجد إلى روضة أطفال كلما تأذى من أطفاله في بيته؛ أتى بهم إلى المسجد، وهذا لا يسمح به الإسلام أبداً.
المسجد احترام وانضباط وتعليم، والمسجد خضوع وخشوع لله رب العالمين.
نهى صلى الله عليه وسلم عن إقامة الحدود في المسجد لما روى أحمد وأبو داود بسند فيه نظر:{أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن تقام الحدود في المسجد، ويستقاد فيها} ولا يجلد الزاني في المسجد ولا يرجم، ولا يجلد شارب الخمر في المسجد، إلى غير ذلك، بل خارج المسجد، لأنها تأديب وتعزير وتطهير للعصاة، والتطهير إنما يكون خارج المسجد، كما قال بعض الفضلاء الأجلة.