للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أذكار وأدعية الكرب]

صادفت الكربة يونس بن متى عليه السلام في ظلامات ثلاث: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة الحوت، فانقطعت الأسباب والوسائل إلا من الحي القيوم، وانقطعت كل وسائل القربى من الناس إلا من الواحد الأحد، فالتفت قلبه إلى محيي القلوب: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:٨٧] فاستجاب الله له، وكشف غمه وفي سنن أبي داود بسند جيد وبعض أهل الحديث يضعف هذا الحديث يقول: {دعوة أخي ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ما دعا بها مكروب إلا كشف الله بها كربته}.

وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {دعاء الكرب أن تقول: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض رب العرش الكريم} إن من يقول هذا الدعاء يكاد ينخلع قلب السامع له؛ لأنه اتصال بالوحدانية بالله عز وجل، فعلَّم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الحديث ابن عباس وللأمة جمعاء.

فجدير بنا أن نأخذ علاجاتنا من الكتاب والسنة، لا أن يأتي رجل أصابه قلق وهجس نفس فيذهب إلى أناس لا يصلون ويعرض أمراضه عليهم، كيف تطلب الصحة من مريض؟! وكيف تطلب الشفاء من سقيم؟! إن الدواء والبلسم في سنة محمد صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>