ومن هدي أهل السنة: أنهم ينشرون السنة في مجالسهم، ويفرحون بنشرها، فقد رأى الإمام أحمد شيخاً مخضوب اللحية؛ فتبسم وفرح، وقال: إني لأرى الرجل يحيي شيئاً من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فأفرح بذلك.
فثبته الله على السنة فصار إمام أهل السنة.
وفي سكرات الموت تراءى له إبليس، فكان الإمام أحمد يقول: لا.
بعد، لا.
بعد، لا.
بعد.
أي: ما نجوت منك يا إبليس، فإن إبليس كان يقول: نجوت مني، كلٌ أدركت منه إلا أنت نجوت مني، فيقول الإمام أحمد: أخاف منك، وأتوكل على الله.
فلما أصبح يردد (لا إله إلا الله) في سكرات الموت أخذوا يوضئونه، فكان يشير إلى لحيته، ويقول: خللوا لحيتي رحمك الله! وسقى الله عظامك شآبيب الرضوان، حتى تخليل اللحية في ساعة يذهل الولد عن والده، والزوجة عن زوجها، والحبيب عن حبيبه، لا تنسى هذه السنة، ويشير بأصابعه، أي: خللوا أصابعي؛ ولذلك رفعه الله مكاناً علياً بصدقه مع الله عز وجل.