الأول: كُرِّرت الآية للتأكيد، فالله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أراد أن يؤكد لرسوله صلى الله عليه وسلم هذا الكلام، ويؤكده كذلك للكفار.
هذا الرأي الأول.
الثاني: ما حكاه البخاري، وغيره من المفسرين أن المراد بـ (لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ)(وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ): في الماضي (وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ)(وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) في المستقبل.
ٍ
الثالث: أن ذلك تأكيد محض كما قلتُ.
الرابع: وقد نصره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بعض كتبه، وهو أن المراد بقوله:(لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ) نفي الفعل؛ لأنها جملة فعلية.
(لا أَعْبُدُ) لن أفعل فعلكم.
وقوله:(وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ) نفي قبوله لذلك بالكلية، والجملة الاسمية أكثر نفياً.
ومعنى الكلام: لا يكون هذا شرعاً، ولا فعلاً، ولا أقبله نهجاً، ولا عقيدة، ولا أخلاقاً، ولا سلوكاً أبداً.