يقول: وكان الصديق مع ذلك عالماً بتأويل بالرؤيا، كان يؤول الرؤيا بأمر الله، وكان يعبر الأحلام زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال محمد بن سيرين -هذا محمد بن سيرين كان عجباً في الأحلام، هو المقدم في هذا العلم بالاتفاق- يقول: كان أبو بكر أعبر هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام:{أمرت أن أؤول الرؤيا، وأن أعلمها أبا بكر} رواه الديلمي في مسند الفردوس وابن عساكر عن سمرة، ولكنه حديث ضعيف.
وكان خطيباً للناس رضي الله عنه وأرضاه في المواسم، ومع ذلك كان من أسد الناس رأياً وأصوبهم، وكانوا يستشيرونه فيأتي رأيه المحقق بإذن الله؛ لكثرة إيمانه ولسداده مع الله.
قال النووي في تهذيبه: الصديق أحد الصحابة الذين حفظوا القرآن كله، وقيل: إنه جمع القرآن أربعة من الأنصار، لكن يقولون: أبو بكر حفظ القرآن كله، وهذه مسألة مختلف فيها، ولكن سواءً حفظ القرآن أم لم يحفظ القرآن فهو قرآن يمشي على الأرض، وسواء كان القرآن في صدره فهو يعبر عن القرآن كل القرآن، وسواء كان في ذهنه حروف القرآن فحدود القرآن قام بها؛ لأنه من الناس من يحفظ القرآن ولكن لا يحكم حرفاً منه!
زعيم من زعماء العالم الإسلامي، يقول: إنه يحفظ القرآن مثل الفاتحة، لكنه لا يحكم من القرآن حرفاً واحداً أبداً! فما فائدة الحفظ؟!
المستشرق جولد زيهر كان يحفظ القرآن كله، وهو عليه عمى ولعنة، ولا فائدة في أن يردد القرآن فقط؛ إنما الفائدة أن يعمل به في الأرض.