[قصة شبيب الخارجي]
شبيب الخارجي بطل من أبطال الناس ومن أشجعهم! ذكره ابن كثير، يقولون: إنه لما قتله الحجاج شق بطنه فوجد فيه قلباً فأخذه وكان يضرب به في الأرض -ومن شاء فليراجعها في البداية - فيقفز مثل الكرة! فشق قلبه فوجد فيه قلباً آخر!
يقال: كان من أشجع الناس، هزم ألف مقاتل وهو في ستين مقاتلاً، هو خارجي واسمه شبيب، بطل شجاع؛ ولكنه مبتدع، كان يمشى على البغلة والناس والمقاتلون عن يمينه ويساره وينعس من شجاعته! من الذي ينعس في المعركة؟! أحدنا لو أخبر أنه سيموت بعد عشر سنوات ما نام الليل! ينظر في الساعة والتقويم ويسأل الجيران متى بعد عشر سنوات! لكن هذا الموت والسيوف على ذهنه وينام على البغلة ويوقظه تلميذه يقولون له: اصح، القتال.
ووغزالة امرأته كانت من أشجع الناس، هرب منها الحجاج فما بالكم بزوجها! إذا كانت المرأة يهرب منها الأبطال فكيف بالزوج؟! أتت غزالة هذه ودخلت الكوفة مع مقاتلين، فأتى الحجاج فقاتلها في طرف المدينة فدخلت واقتحمت القصر، فخرج من الباب الثاني، ودخلت في المنبر وألقت خطبة، حتى يقول الشاعر للحجاج:
أسد علي وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر
أسد علي: على أهل السنة وأهل الطاعة وعلى سعيد بن جبير والزهاد العباد.
أسد علي وفي الحروب نعامة إذ تنفر من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى أم كان قلبك في جناحي طائر
أذكر لكم قصة لأحد الكتاب كان يدرس في مدينة من المدن، ثم يرجع يسكن في قرية، كان بين القرية والمدينة واد ومجار للمياه والقاذورات، وهناك جسر وضعه الأتراك، عبارة عن خشبتين يظن هو أن الدراجات تمر عليه والأصل أنه يمر عليه الناس، فأتى في الصباح بدراجته، فإذا بشيخ يريد المدرسة وعليه جبة وعمامة ومسبحة وكتب قال: يا شيخ، تركب معي على الدراجة، وهو لا يعرف قيادة السيارة والدراجة إلا من قريب.
قال: الله يرضى عليك اتركني هذا اليوم.
قال: والله لتركبن معي.
وأركبه وراء ظهره على الدراجة ومشى بحفظ الله ورعايته، فلما أتى فوق الخشبتين قال: نظرت إلى المجاري مثل السيل فتلعثمت فسقطت يدي من على الدراجة! فأول من وقع في هذا النهر النجس هو الشيخ الراكب ثم وقع الأستاذ على رأسه ووقعت الدراجة من فوقهما {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} [النور:٤٠].
المقصود: أن شبيباً هذا أتى إلى نهر دجلة فرأى الجيش، فأراد أن يرجع فرأى فرسه بغلة في طرف دجلة في الناحية الأخرى فهاج الفرس وماج وركب في الجو!
قالوا: فقفز في الجو فوقع في النهر، فكان شبيب مربوطاً في الفرس، يخرج من الغائبة ومن الماء، فكلما خرج قال: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم:٤] ثم يغطس ثم يخرج ويقول: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم:٤] وفي الثالثة قال: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم:٤] ثم مات.