للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ظاهرة الاغترار بحضارة الغرب]

السؤال

إن من المشاكل التي تبعد الشباب عن الطريق المستقيم هي انبهار الكثير منهم بحضارة الغرب ومادياته، فكيف الطريق إلى تصحيح هذه المفاهيم؟

الجواب

أولاً: قبل أن أجيب على هذا السؤال وصلتني رسالة من أحد الإخوة الحضور يعلن حبه لي في الله، وأنا أقول: أحبك الله الذي أحببتنا فيه، وأشهد الله أني أحب الحضور جميعاً في الله عز وجل، وأني أتمنى لكل مسلم على وجه الأرض الجنة، فعسى الله أن يجمعني بكم في دار الكرامة.

يقول ابن عباس: [[جليسي الذي ترك الناس وأتى يجلس معي، والله لو استطعت أن أمنع الذباب أن ينزل عليه أو يهبط عليه لفعلت]].

هل أسعد من أن يكرمك الإنسان ويحضر لك، وأن يستمع كلامك، وأن يحترمك، إنه من الحق عليّ والواجب أن أحترم من أمامي، وأن أحضر المادة، وأن أعرض الأفكار بأدب، وأن أحاول ألا أجرح المشاعر، لأنه ما حضر هؤلاء إلا إكراماً فأكرمهم الله، أما ما ذكره الأخ السائل أن هناك من ينبهر بحضارة الغرب ومادياته فأقول: هذا لم يعد ظاهرة، صحيح أنه كان عندنا هذا قبل عشرين سنة، أما الآن فيوجد في بعض كبار السن ممن عاشوا جيل الجفوة لا جيل الصحوة، من ينبهر، وتجد بعضهم يحدثك دائماً في المجلس عن الغرب وعن حضارته، وعن تقدمه وثقافته، وعن التكنولوجيا هناك، ويسهب كأنه يحدثك عن أبي بكر وعمر.

أما الآن مع هذه الطليعة الممتازة المتفوقة من الشباب، فقد أصبح ذاك متلاشٍ (٨٠%) مررت أنا وبعض الإخوة على إحدى عشرة ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية ونزلنا في بعضها ثلاثة أيام وبعضها أربعة أيام فوجدنا (٨٠%) من الشباب المسلم هناك ملتزم (٨٠%) أقولها وأنا مسئول عن هذه الكلمة، كان هناك جماعة وأناس أعرفهم من قبل من هنا، لا يصلون في المسجد، أصبحوا هناك أئمة مساجد وخطباء.

تخصصات دنيوية، أصبح أهلها دعاة إلى الله عز وجل، فأين الانبهار بالثقافة؟ إنه عندهم يرى مصنع الطائرة ومصنع الصاروخ ومصنع الثلاجة والبرادة, ومصنع المكرفون، وهو مع ذلك ملتح يحفظ القرآن، وتجده يخرج من المركز الإسلامي في دلسو في تكساس في لوس أنجلوس، ويقول: الله أكبر الله أكبر، فأي انبهار؟! يقفون بالمرصاد للناس، لدعوتهم إلى الله عز وجل، وللمناهج وإلى ردهم إلى الله، أركب مع أناس من الأطباء من البلاد يدرسون هناك ومهندسين، قال: ما يغرك هؤلاء أي الأمريكان والله لقد تحقق فيهم قول الله {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام:١١٠].

كنت أظن أنها عاطفة وحمية دينية فقط، لكن هو الحق، سافر سيد قطب إلى هناك وألف كتاب: أمريكا التي رأيت ووصف من العجائب ما لا يعلمه إلا الله، فأين الانبهار؟!

أما في شباب الصحوة فلا أرى انبهاراً، فإن أكثر التفوق الآن والعودة في أهل التخصصات الدنيوية، من كليات الطب، والهندسة، وهم أكثر استقامة في بعض الأحيان من كلية الشريعة وأصول الدين؛ لأنهم رأوا الجاهلية بأنفسهم وعاشوا المناهج الأرضية، وانحرقت أوراق الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، وأصبح الإسلام الآن هو البديل الصحيح أمام هؤلاء.

<<  <  ج:
ص:  >  >>