أولها: انطماس التوحيد، فإذا انطمس التوحيد الذي في القرآن والسنة، وخاف القلب وأصبح البشر أعظم من الله؛ أصبح الإنسان جباناً، يراعي الإنسان من أجل مصالحه ومن أجل منصبه ووظيفته ومكانته، وتجد أنه يدبج لك الجبن ويلفلفه في لفائف ويقول: مصلحة الدعوة! الحكمة والأناة! {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}[آل عمران:١٥٩].
الثاني: عدم اعتقادك أن الخالق والرازق هو الله، ونعرف أن كثيراً منا يعتقد أن الرازق والخالق غير الله، وقد لا يقولها ولكن هذا هو اعتقاده وتصوره بحسب الممارسات العملية في حياته في يومه وليلته، يترجم عن هذا الأمر.
الثالث: نسيان تقدير الآجال وأنها بيد الواحد الأحد، فأنت تعيش ستين سنة لا تزيد ولا تنقص، أو تعيش أربعين لا تزيد ولا تنقص.
أفنقول: إن الذين قتلوا أنس بن النضر عجلوا عليه موته؟ أو الذين قتلوا عبد الله بن رواحة أو زيد بن ثابت أو جعفر الطيار أنهم قصموا أعماراهم؟ لا والله، ما تقدموا دقيقة ولا تأخروا دقيقة، وما تركوا من أرزاقهم لقمة واحدة.
الرابع: اعتقاد نفع الناس وضرهم بغير مشيئة الله، فإن بعض الناس قد يقول: أخشى أن يضرني فلان لا.
فعليك أن تتوكل على الله، وعليك بتقوى الله:{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً}[آل عمران:١١١] قال أهل العلم: أذى في أعراضكم، فأما تلطيخ العرض فيلطخون عرضك ويسبونك، أما الضرر فلا يضرونك إلا بإذن الله:{وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}[البقرة:١٠٢].