للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المروءة وبعض خوارمها]

هناك بعض الأمور أنبه عليها حتى نكون مظهراً من مظاهر الخير للأمة.

أيها الإخوة: مسألة خوارم المروءة -أعاذنا الله وإياكم من خوارم المروءة- يظن بعض الناس أن الإسلام فقط أن تجتنب المحرم وتفعل الواجب، وهناك أمور أخرى من يفعلها قد تخرم مروءته، الآن على سبيل المثال تجد بعض الشباب يأكل في السوق، هل هناك نهي عن الأكل في السوق، أنا لا أعرف تحريم الأكل في السوق، بل بعض الشافعية أخذوا من قوله سبحانه: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان:٧] جواز الأكل في السوق، وهذا فيه نظر؛ لأن الواو في الآية ليست واو حال إنما هي واو عاطفة، يعني يأكل الطعام، وكذلك يمشي في الأسواق، لكنه من خوارم المروءة عندنا.

قد تمر بشاب يمثل الصحوة الإسلامية والناس ينظرون للملتزمين نظر اعتبار، ولو أن بعض الفسقة لا يقدر؛ لكن ينظر باعتبار، حتى إذا قطعت شيئاً فإنه يقول: تقطع وأنت مطوع!! يعني لو كان فاسقاً كان معذوراً وترمي من نافذة السيارة الفاين فيقول: ترمي الفاين وأنت مطوع أي: ما كان ينبغي لك، دليل على أن المجتمع يقدر هؤلاء وأن لهم اعتباراً خاصاً، ومع ذلك ترى بعض الشباب يستهين بخوارم المروءة، أنا أعرف بعض الشباب يأتي مثلاً بلا غترة؛ يأتي هكذا مع الشباب رائحاً غادياً ولحيته طويلة، ويركب معهم، صحيح هذا ليس محرماً لكن في عرفنا نحن في البلد هنا أنه لا بد أن تلبس غترة حتى تصلح من هندامك، فلا تأت بهيئة درويش، هذه الجهة عند الأذن والجهة الأخرى عند القدم، والبعض إذا قلت له: مالك يا أخي لا تصلح من هيئتك! قال: {البذاذة من الإيمان} حديث حسن، فإذا الغترة مطوية بغير نظام والأزرار مقطعة ما فيها إلا واحد ويشبكه مع الأعلى!! هذ لا يصلح وجاء في في حديث حسن: {أصلحوا لباسكم حتى تكونوا شامة في الناس} {والله جميل يحب الجمال} أما أن يأتي الطالب بهيئة مزرية ويقول: إنه من الشباب الملتزم والله -يا إخواني- نخشى أن المنافقين يضحكون عليه، أنا رأيت بعض المنافقين يستهزئ، يقول: انظر الثياب، انظروا الغتر، انظر كذا وكذا.

إن سيد المتجملين هو محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كان إذا مر من مكان عرف من ريح الطيب أنه مر وكان يلبس الجميل، وكان صلى الله عليه وسلم يعتني بمظهره وينظر إلى المرآة كما جاء في كثير من الأحاديث فلماذا لا نتبعه؟!

<<  <  ج:
ص:  >  >>