الذي يقرأ القرآن، ويعمل بالقرآن، ويعيش مع القرآن، هو الذي يخشى ويسعد، أما من يعرض عن القرآن ويستبدله بالأغنية الماجنة، وبالمجلة الخليعة، وبالتخلف في سمرات اللهو على الشواطئ، وفي الساعات الحمراء، وفي البلوت والزفير والشهيق والتشجيع والتطبيل؛ فهذا مجتمع مدمر، وهذا شباب متخلف، وهذا جيلٌ ما عرف الله ولا عرف مهمته في الحياة.
تعال يا من حاله في وبال ونفسه محبوسةٌ في عقال
يا راقداً لم يستفق عندما أذن في صبح الليالي بلال
روض النبي المصطفى وارفٌ أزهاره فاحت بريا الجمال
هذا الجيل الذي بعثه -سُبحَانَهُ وَتَعَالى- من الظلمات إلى النور هو الذي يهتدي، لكن قل لي بالله، في جيلٍ ما عرف الله؛ لا يعرف القرآن، لا يحفظ من القرآن شيئاً، تلاوته الأغنية الماجنة، ومصحفه مجلةٌ خليعة، وسواكه السيجارة، يتشبه بأعداء الله الكفرة، بأذناب الشعوب، بأقزام المعمورة، بمدمري البشرية، فكيف يسعد؟ {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}[طه:١٢٤ - ١٢٦].
{إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى}[طه:٣ - ٤] ألا سألت الأرض من خلقها، والسماء من رفعها، والجبال من أرساها، والزهرة من جملها، والنسيم من أجراه، والليل من كساه، والتل من غطَّاه، والغدير من أجراه ووسعه، والمجتمع من حماه؟ إنه سوف يقول: الله.
يقول الله للرسول في أول سورة:{اقْرَأْ}[العلق:١] وهو أميٌ فأين يقرأ قال أهل العلم: يقرأ في الشمس الساطعة، وفي السماء اللامعة، وفي النجوم المتوهجة، وفي التل، وفي الجدول والغدير، وفي الماء النمير؟!