[طلب العلم]
الحمد لله حمداً حمداً، والشكر لله شكراً شكراً، الحمد لله ما اجتمع الصالحون، وما تواصى الأخيار الأبرار المفلحون، والحمد لله ما ذكر إلَهَهم الذاكرون، والحمد لله ما غفل عن ربهم الغافلون.
وصلى الله وسلم على المعلم الأول، الذي أتى وقال الله له: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق:١] وأتى بـ {نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [القلم:١] الذي تكلم للناس، فكان أفقههم، لم يقرأ ولم يكتب.
كفاكَ باليُتم في الأمِيِّ معجزةً في الجاهلية والتأديب في اليُتَمِ
وصلى الله وسلم على آله مصابيح الدجى، وغيوث الندى، وليوث الردى، ومن سار على منهجهم إلى يوم الدين واقتفى.
شكر الله لفرع جامعة الإمام نشاطها، وزادها توفيقاًَ وهداية ورشداً، وشكر الله لأخي وزميلي الشيخ عبد الله بن محمد بن حُميد على تقديمه، وشكر الله لكم حضوركم.
عنوان هذا اللقاء: (من أخبار علمائنا) وإنها لأخبار عجيبة وجميلة، يطرب لها القلب، وتتشنف لها الآذان، وتثلج بها الصدور.
أخبار علمائنا الذين جعلهم الله عزَّ وجلَّ كأنبياء بني إسرائيل، لكنني سوف أقص عليكم قصصاً عجيبة من أخبارهم.
أما عناصر هذه المحاضرة فهي كالآتي:
العنصر الأول: تحملهم المشاق في طلب العلم.
العنصر الثاني: زهدهم في الدنيا وإعراضهم عنها.
العنصر الثالث: قولهم كلمة الحق، لا يخافون في الله لومة لائم.
العنصر الرابع: بذلهم العلم لطالبيه، ونشرهم المعرفة.
العنصر الخامس: خشيتهم لله تعالى.
العنصر السادس: تأليفهم وتراثهم الخالد.
العنصر السابع: تواضعهم لربهم تبارك وتعالى.
العلم أشرف مطلوب، وهو يوصل صاحبه إلى جنة عرضها السماوات والأرض، أو يوصله إلى نار تلظى.
مِن الناس مَن طلب العلم، فكان حجة عليه وخيبة وندامة، ومِن الناس مَن كان كالحمار يحمل أسفاراً، كما قال الله عزَّ وجلَّ في علماء بني إسرائيل: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} [الجمعة:٥] وقال في عالِمهم الضال المجرم: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} [الأعراف:١٧٦].