الحمدلله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين وقائد الناس أجمعين، أمابعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسعد الله أوقاتكم باليُمن والمسرات، معنا هذه الليلة حبيبنا ورسولنا، وصفوة خلق الله، معنا أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، نعيش مع معلم البشرية وهادي الإنسانية ومزعزع كيان الوثنية، في ساعة أحلى ساعات العمر، وأغلى ساعات الحياة، يقول الله تعالى:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}[يوسف:٣] وعنوان هذا الدرس (من أحسن القصص).
دخل عمر رضي الله عنه المسجد، فوجد رجلاً يقص على الناس من الخزعبلات، وأخبار الماضين والماضيات، التي لا تعتمد على أسانيد ولا على ثقات، فقال: عمر من الرجل؟ قالوا: رجل يا أمير المؤمنين من الناس، قال: وماذا يفعل؟ قالوا: يقص علينا قصصاً، قال: عمن؟ قالوا: عن قوم لا نعرفهم، فعاد رضي الله عنه وأرضاه وأخذ درته، والدرة عصى يحملها عمر دائماً للطوارئ، يؤدب بها ويخرج بها الشياطين من الرءوس، فأتى رضي الله عنه وأرضاه فضرب الرجل وأنزله، وقال سبحان الله، يقول الله:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}[يوسف:٣] وأنت تقص على الناس هذه القصص، فقال أهل العلم: حق على من قص على الناس أن يعتني بالأحاديث الصحيحة، وألا يقص عليهم إلا ما ينفعهم في الدنيا والآخرة.