طالب العلم الذي ليس في بيته مكتبة نقص عليه خير كثير، لأن سلاح طالب العلم المكتبة، وجماله المكتبة، ولا تسمع لقول أبيك وأمك إذا قالا: أخرج الكتب؛ فإنها أخذت علينا البيت، وضايقت علينا، أو ليس من ورائها طائل، أو أنها تلهيك عن الأعمال، وتلهيك عن المهام وعن مستقبلك في الحياة!
بل هي مستقبلك وكنزك وشرفك، فإن مكتبتك يجلس معك فيها العلماء، والفقهاء والمفسرون، والأدباء، فإذا أغلقت غرفتك على نفسك مع المكتبة، فقد جالست الإمام أحمد، ومالكاً، وسفيان الثوري، والشافعي، وأبا حنيفة، وابن تيمية، وابن القيم، ومعك الشعراء ومعك الأدباء بعد العلماء.
قيل لـ ابن المبارك: أين تذهب بعد صلاة العصر ولا تجلس معنا؟
قال: أجلس مع الصحابة، وأنتم تغتابون الناس.
قالوا: وأين الصحابة؟
قال: أجلس مع كتبهم أستفيد.
وليست المكتبة بكثرة الكتب، وفي بعض البيوت مجالسهم الكبرى فيها من كل الكتب، ولكن لا استفادة، يعرف العناوين وأسماء المؤلفين والمحققين ولكن إذا دخلت به داخل المجلد لا يعرف شيئاً.
تراه يعرف مؤلف الكتاب ومتى توفي، ومن حققه، وطبعة بولاق ودار الشروق، لكن داخل الكتاب لا يدخل إليه، والعبرة بالقراءة لا بكثرة الكتب، فإن بعض طلبة العلم، عنده عشرون أو ثلاثون كتاباً قد هضمها وشربها، وأكلها، وفهمها، وأخرج منها الكنوز، وسيرها للعالمين، فهو العالم حقاً.
والمكتبة الجيدة لا بد أن تنص على هذه القائمة من الكتب: