للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أفضلية العبادة وعلاقتها بالزمان والمكان]

رأيت لـ ابن القيم في مدارج السالكين منزلة الوقت أو منزلة تشبهها لعلكم مررتم بها، يقول: الواجب على المسلم أن يعطي كل وقت حقه، إذا نزل بك ضيف لا تتشاغل إلا بالضيف؛ لأن عبادتك وقت نزول الضيف الضيافة، أما أن تأتي بالضيف وتدخله في المجلس وتذهب أنت إلى المصلى تتنفل، فقد قصرت في حقوق الضيف، تقول: لا.

صلاة النافلة أفضل من جلوسي مع الضيف، المطلوب منك أن تضيف الضيف، ويقول صلى الله عليه وسلم -كما في الصحيحين: {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه} سمعت الأذان، فواجبك أن تردد مع المؤذن، فإذا قلت: قراءة القرآن أفضل، قلنا: هي في العموم أفضل، لكن في هذا الوقت بخصوصه الأفضل متابعة المؤذن، كما أن قراءة الفاتحة في القيام أفضل، وأما الركوع فأفضل أن تقول: سبحان ربي العظيم.

فالحكمة أن تؤدي كل عبادة في وقتها، لكن المشكلة أن كثيراً من الشباب لم يعرفوا كيف يوازنون بين هذه الأمور، تجد أحدهم إن أراد الدعوة ترك بيته وراءه، وترك والديه وخرج للناس في كل مكان، ولننظر -مثلاً- في المشاكل التي بسبب المركز الصيفي يقول الأب: مادام الابن يذهب إلى المركز الصيفي ويترك طاعتي وطاعة أمه وإخوانه، ويترك أغراضه وأعماله ولا يقوم معنا، فلا أريد المركز ولا أريد أن يسجل فيه، لأنه إذا كان ناتج المركز الصيفي العقوق فلانريده.

<<  <  ج:
ص:  >  >>