هذا يوجد، ولكن الآن بدأ التنبيه على العلماء والدعاة والقضاة في النزول إلى الشباب، أن يكونوا علماء عامة، مثل علماء أهل السنة والجماعة.
ابن تيمية كان عالم عامة، كان يجلس في المسجد والشارع وفي السكة، وكان الإمام أحمد مع الشباب دائماً، والعالم لا يصنع من فراغ، العالم لا يعترف به أن يكون في برج عاجي تحت مكيف يأتي بأفكاره من فوق، لا.
بل لا بد أن يخالط الناس، والرسول صلى الله عليه وسلم كان رجلاً يمشي بين الناس، قال تعالى:{وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ}[الفرقان:٧].
فأنا أطلب من العلماء أن يأكلوا الطعام ويمشوا في الأسواق، ويجلسوا مع الشباب، وهذا أمر معلوم وفيه بركة، لكن البقية الباقية ينزلون مع الشباب ويسمعون همومهم وطموح الشباب، لا بد أن نجمع بين أمرين: بين حماس واندفاع الشباب، وبين حكمة الشيوخ والعلماء، لأن العالم بدون حماس خيشة، والشاب بدون حكمة وعلم سيل جارف، فلا تضبط هذا إلا بهذا، فعلى العالم أن ينزل خطوة، والشباب أن يتقدموا خطوة، وتلتقي المسيرة وتصلح بإذن الله، والحمد لله قد سمعنا أن حصل هذا وهناك ملتقى ويحضره الخطباء والدعاة في هذا المكان.