هنالك قضية منتشرة في أوساط الشباب وهي قضية المجالس الفضولية، ونحن نتكلم حتى عن الشباب الملتزم شباب الصحوة, فتجد المجلس يبدأ وينتهي دون أن تكون فيه فائدة كيف يمكن أن تعالج هذه القضية؟
الجواب
مما يشكى إلى الله فيه البطالة والعطالة التي تعيشها هذه الأمة بغالب أعدادها، ومنها -كما ذكرت الفضول في المجالس- والحقيقة أنه ليس عندنا جدول مسبق لمجالسنا كما يفعل الغربيون والشرقيون، فإنهم يجتمعون على جدول أعمال، لكن تجد مجالسنا مفاجئة بغير رتابة، فنأتي في الماجريات -يسميها ابن تيمية ماجريات وهو ما جرى- فتجد أحدهم يتحدث عما جرى في المجتمع من طلاق وزواج، ومن حوادث مرورية وسيارات وأمطار وأخبار, والصيدليات المناوبة ودرجات الحرارة، ويأتي بهذا الكشكول المكتمل من الأخبار حتى يبقى الإنسان في هوس، وتتحول إلى كوابيس في الليل، ولو رشد هذا المجلس وطرحت فيه قضية إسلامية يناقشها الحضور، أو آية يتحدث في تفسيرها، أو حديث نبوي، أو ترجمة عالم من علماء الأمة، أو مسألة، أو مشروع، أو دراسة شيء ينفع؛ لحفظنا مجالسنا، وأنتجنا ما ينفعنا.
لكن يتكرر الخطأ ويبقى الفضول نعيشه في حياتنا, حتى في حياة الدعاة وطلبة العلم، ثم يصل إلى درجة الحرام في الغيبة والتشفي بأعراض الناس, والجرح في الآخرين، وهذا هو عقوبة ومغبة الجدل، وما أعرض قوم عن كتاب الله تعالى إلا أوتوا الجدل.
نحتاج -يا أيها الإخوة- إلى مجالس بعنوان:(اجلس بنا نؤمن ساعة) كما قالها معاذ وكثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحتاج إلى شيء يقربنا من الله عز وجل ومن رضوانه؛ فنحن بحاجة إلى هذه المجالس التي تقربنا من الواحد الأحد.