للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تخاذل العلمانيين عن الجهاد]

في الحرب العالمية الثانية أدخلت أمريكا الفتيات في الجيش، ونحن نقول: لا، هذا حرام وخطأ، والعلمانيون يدخلون شبابهم في الجيوش، ويحولون الثانويات إلى جيش، لكن اهتمامات شبابنا إلا من رحم ربك، سطحية افتح يا سمسم جمع الطوابع المراسلة هواية صيد الحمام وصيد الدجاج السفر إلى بانكوك وباريس التصفيق المنتخب، إننا نحتاج إلى حمل سلاح، وإلى جهاد في سبيل الله، ونسأل الله أن ينصر دينه، وأن يعلي كلمته، وأن يوفق ولاة الأمر لما يحبه ويرضاه، وأن ينصر بهم الدين، وأن يحمي بهم مقدساته، يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} [التوبة:٤١] هذه الآية يستشهد بها صدام في الإذاعة، في بيانه الرسمي يقول: انفروا خفافاً وثقالاً، لحماية المقدسات.

قلنا: أنت يا صدام آخر من تنفر، فأنت تنفر لكن على الأطفال والنساء، وعلى أعراض المسلمين، وأنت تنفر لكن على الجيران وهدم البيوت وتمزيق المصاحف، وأنت تنفر لكن لهدم المساجد ولقتل الدعاة والعلماء، فأنت آخر من يتكلم عن المقدسات، أما من ينفرون خفافاً وثقالاً، فهم أبناء التوحيد وأتباع محمد عليه الصلاة والسلام، وأنصار لا إله إلا الله، ليسوا بأتباع ميشيل عفلق والبيطار، أنت لا يحق لك أن تتكلم، لأنك نجس، ولا يجوز أبداً أن تدخل البيت إلا بعد أن تسلم، إذا قلت: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ودخلت في الإسلام، وسجدت لله، وحكمت الشرع في شعبك، وكففت عن سفك الدماء، فعندما تنادي بحماية المقدسات، أما الآن فلا يجوز لك أن تطوف أو تسعى أو تتكلم عن المقدسات، غيرك الذي يحمي المقدسات: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة:٤١] ويقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الصف:١٠].

فالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة لمن ترك هذه التجارة، فكأن السائل يقول: ما هي التجارة؟ قال تعالى: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الصف:١١ - ١٢] فلما علم الله من أوليائه أنه يحبهم وأنهم يحبونه، قال: {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا} [الصف:١٣] فما علموا ما هي الآخرى حتى بينها الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فإذا هي خصلةٌ من الجهاد {نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف:١٣] ولكن النصر والفتح القريب من الله ينزله على أوليائه متى شاء، فتقدم أهل السلاح يحملون أرواحهم على أكفهم وفتح الله لهم السوق، فأتوا من الصباح، فعرضوا السلعة، وقالوا: من يشتري؟ قال الله: أنا أشتري، والشاهد محمد صلى الله عليه وسلم وأما الثمن فالجنة، وأما السلعة فأرواحكم، قال: تبيعون؟ قالوا: نبيع، فتبايعوا في السوق، ثم قام الأولياء عن الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال: هل تريدون أن تردوا البيعة؟ قالوا: لا، ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل، وتمت البيعة، والبيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإذا تفرقا فقد وجب البيع.

ومن الذي باع الحياة رخيصةً ورأى رضاك أعز شيءٍ فاشترى

أم من رمى نار المجوس فأطفئت وأبان وجه الصبح أبيض نيراً

ومن الألى دكوا بعزم أكفهم باب المدينة يوم غزوة خيبرا

<<  <  ج:
ص:  >  >>