للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[البشرية تتعطش إلى الإسلام]

إخوتي في الله! إنني أسأل مرة ثانية: ماذا قدمنا للناس في عالم الدنيا وفي عالم الآخرة؟ يتحرون منا أن نقدم لهم الإيمان والعمل الصالح، وأن نعيدهم إلى دين الله، فقد احترقت أوراق الباطل، لا الشيوعية العالمية ولا الصهيونية ولا الرأسمالية، ولا غيرها من الملل والنحل والأطروحات، وبقيت ملة الإسلام، وأصبح الإسلام يسير بنفسه بلا أهل، مسكين هو الإسلام! دين قوي صحيح أصيل ولكن لا يحمله أحد، مسكين هو الإسلام! حق ثابت مؤصل من الله، لكن ما له أحد، مسكين هو الإسلام، كم تلقى من الضربات من أعدائه! سحق مرة ولم ينسحق، استولى التتار على العالم الإسلامي، فعاد الإسلام وانتفض، فإذا هو أقوى مما كان.

وأتى أهل الصليب فسحقوه ولم ينسحق، فخرج أقوى وأعتى مما كان، ووجهت له الشيوعية ضربة فانتفض وانتصر، والرأسمالية ضربة فانتصر، والصهيونية ضربة فانتصر، فسوف ينتصر، سواء نصرناه نحن وإياكم لم ننصره؛ كما قال تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:٣٨] أو نكون في ركام قائمة الهامشية، فلا نعد ولا نحسب، وما وفينا وما صدقنا مع الله وما قمنا بشيء.

إن هذا الكلام ليس تنفيساً عاطفياً ليتكلم الإنسان بالكلمات الرنانة، ولكنه يطلب منه أثر وواقع، وأن تكون داعية إلى الله، غيوراً على محارم الله، تقوم بدين الله وبرسالته في الأرض، لتكون صادقاً مع الله عز وجل، وتحمل الميثاق.

<<  <  ج:
ص:  >  >>