للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[استطراد في غزو بريطانيا لليمن]

معذرة: فقد أرادت بريطانيا أن تعتدي على اليمن من عدن، وكان هناك في إحدىالقلاع من يحمل لواء التوحيد في عهد بريطانيا عند احتلالها عدن، فقد زحفت بدباباتها وطائراتها وأخذت تضرب صنعاء، فقام أحد العلماء -والقصة مشهورة وربما كررتُها- فأخذ في خطبة يوم الجمعة يكلم اليمنيين الموحدين أن يصدوا هجوم الإنجليز، فيقول لهم على المنبر في خطبة الجمعة بعد أن حمد الله وأثنى عليه، يقول مخاطباً بريطانيا:

يا بريطانيا رويداً رويدا إن بطش الإله كان شديدا

إن بطش الإله أهلك فرعو ن وعاداً من قبلكم وثمودا

والطائرات تضرب صنعاء وهو في أثناء الخطبة يقول:

لا تظنوا هدم المدائن يوهي عزمنا أو يلين بأساً صلودا

إن تبيدوا من البيوت بطيار اتكم ما غدا لدينا مَشِيدا

فلنا في الجبال تلك بيوت صنَعَتْها أجدادنا لن تبيدا

فالنزال النزال إن كنتم مِـ مَّن لدى الحرب لا يخاف البنودا

يقول للطيارين: انزلوا في الأرض، نحن لا نستطيع أن نصعد إليكم، ولكن إن كنتم رجالاً فانزلوا.

لتروا من يبيت منا ومنكم موثقاً عند خصمه مصفودا

ما خضعنا للترك مع قرب الديـ ـن منا فكيف نرضى البعيدا

يقول: ما خضعنا للترك وهم مسلمون، فكيف نخضع لكم أنتم أيها الإنجليز الخواجات أعداء الله ورسوله؟!

وهم في الأنام أشجع جيش فاسألوهم هل صادفونا فهودا؟!

أفترجوا إنجلترا في بلاد الله تباً لسعيها أن نبيدا

كذبت -والإله- لا كان إلا بعد ألا نبيد أو أن تبيدا

بعد أن تُسفك الدماء على الـ أرض وتروي حقولنا والمزيدا

يا بني قومنا سراعاً إلى اللـ ـه فقد فاز من يموت شهيدا

وهذا هو الشاهد، سراعاًَ إلى الله -إلى الجنة- وقد قالها عليه الصلاة والسلام في بدر، وقالها في أحد، وأخبر أن الجنة تُفتح لأولياء الله الذين يسندون ويحامون ويذبون عن مبادئهم، فقد فاز من يموت شهيداً.

سارعوا سارعوا إلى جنة قد فاز من جاءها شهيداً سعيداًَ

والبسوا حلة من الكفن الغالي وبيعوا الحياة بيعاً مجيدا

خرج اليمنيون، ولبسوا الأكفان، وأخذوا البنادق، فهزموا بريطانيا وردوها.

<<  <  ج:
ص:  >  >>