ألا يؤتى السحرة ولا العرافون ولا المشعوذون، وهؤلاء أعداء للأنبياء والرسل، وقد نشروا في العالم القديم خرافات وخزعبلات، وتحكموا في ضمائر كثير من البشر، ولو أنهم أذكياء، لكن الله أضل هؤلاء بهؤلاء، وجعل الله هؤلاء فتنة لهؤلاء، قال تعالى:{وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ}[البقرة:١٠٢] وقال: {من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد} وهو حديث صحيح: {من أتى عرافاً أو كاهناً لم تقبل منه صلاة أربعين يوماً} وهو حديث صحيح.
عجباً للإنسان يوم يمرض أو تمرض زوجته أو طفله، فيذهب إلى رجل يقرطس ويشعوذ وينفث ويسمي، ثم يدعي أنه شافيه ومعافيه، ويعود بدون لا إله إلا الله، فيعود بلا دين! وهؤلاء الواجب الأخذ عليهم ومضايقتهم ومحاربتهم ورفعهم، والتنكيل بهم، وتشهير أمرهم والوقوف ضدهم، فهم أخطر من أي مجرم في الأرض.
الساحر عند أهل العلم أخطر ممن يروج المخدرات؛ لأن ذاك شهواني صاحب فجور، وهذا صاحب كفر في الدين ومروق عن الملة وحرب على لا إله إلا الله.
ومن هؤلاء من يدعي أنه يعرف الماء في الآبار، ومن علامة كذبه أنه لا يأتي إلى مكان البئر، فيدعي أن فيها ماء، فإذا حفرت كذا متراً وجدت الماء، فهذا كاذب عدو لله عز وجل، ويجب رفع أمره، ومنهم من يدعي أنه يعرف أسماء المرضى فيقول: اسمها فلانة بنت فلان، واسم أبيها كذا، فهذا كذلك كاذب يستخدم الجن ولا يجوز إتيانه.