ونزل عليه الصلاة والسلام فصلى بالناس الظهر، ثم جلس يسمع للناس، وأتاه من يتوب، وأتاه من يعلن الإسلام، فوصل إليه عبد الله بن سعد بن أبي السرح، وكان كافراً، ملحداً بالله العظيم؛ لكن أعلن إسلامه في ذلك اليوم، وقد آذى الإسلام كثيراً، فشفع له عثمان بن عفان، أخوه من الرضاعة، فسكت صلى الله عليه وسلم وعثمان يتكلم، والرسول عليه الصلاة والسلام ساكت لا يجيب، يريد أن ينبري أحد الصحابة، ليضرب عنق هذا الفاجر؛ لكن سكتوا، فلما طال الكلام عفا عنه صلى الله عليه وسلم فأخذه عثمان بيده وولى به؛ لأنه أخوه من الرضاعة، فقال عليه الصلاة والسلام للصحابة:{لِمَ لَمْ تقتلوه؟ قالوا: يا رسول الله! انتظرنا أن تومئ لنا بعينك أو تحدث لنا، قال: ما كان لنبي أن تكون له خائنة أعين} إنما هي الصراحة والوضوح والصدق والإخلاص مع الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.