فإن بعض أهل العلم كره السواد؛ لكن لا بأس به، فالرسول عليه الصلاة والسلام لبس ثوباً مُرَحَّلاًَ من شعر أسود، ولبس عمامة يوم الفتح سوداء.
ولذلك لما أتى أبو مسلم الخراساني، الطاغية الظالم، الذي قاد حملة دولة بني العباس ودخل إلى بغداد، وهو الذي أسقط دولة بني أمية، وقتل مليوناً من المسلمين، أي: ألف ألف - كما يقول الذهبي - وهو مسلم في الظاهر، وأظنه مسلماً، لما أتى ووقف على المنبر يوم الجمعة وعليه عمامة سوداء، وقف أحد المسلمين وقال: ما لي أراك تلبس السواد؟ قال أبو مسلم الخراساني: حدثني فلان عن فلان عن أبي الزبير عن جابر {أن الرسول عليه الصلاة والسلام دخل يوم الفتح وعليه عمامة سوداء} يا غلام! تناوله فاضرب عنقه، فضرب عنقه وسط الصف.
هذا أبو مسلم.
فالرسول صلى الله عليه وسلم لبس السواد صراحةً،؛ ولكن أحسن اللباس هو البياض:{البسوا البياض وكفنوا فيه موتاكم}.