[قصيدة أمريكا التي رأيت والبازية]
السؤال
فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد، نرجو منك التكرم بإلقاء أرجوزتكم التي قلتموها في رحلتكم إلى أمريكا، فهل تجيب الرجاء؟ ونرجو أن تسمعنا شيئاً من قصيدتك المسماة بالبازية، التي هي في والدنا وشيخنا الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز؟
الجواب
رحلة أمريكا كانت في مؤتمر الشباب العربي المسلم في أكلاهوما، وهذه حضرها ما يقارب خمسة آلاف شاب من أمثالكم، ومن أمثال طلعاتكم، كلهم -إن شاء الله- يحملون رسالة إلى الأمم لينشروا الإسلام في بقاع الأرض، وهذا الأرجوزة هي أشبه بأرجوزة هزلية فيها دعابة، وإلا فالجدية قد ذكرت بعض الأبيات منها أذكر مقطعين من الجدية ثم آتي بالهزلية:
ما زرت أمريكا فليـ ست في الورى أهل المزار
بل جئت أنظر كيف ند خل بالكتائب والشعار
لنحرر الإنسان من رق المذلة والصغار
وقرارنا فتح مجيد نحن أصحاب القرار
ورأيت أمريكا التي نسجوا لها أغلى وسام
قد زادني مرأى الضلا ل هوىً إلى البيت الحرام
وتطاولت تلك السنون فصار يومي مثل عام
أما الأرجوزة فهي كما تسمعون:
يقول عائض هو القرني أحمد ربي وهو لي ولي
مصلياً على رسول الله مذكراً بالله كل لاهي
قد جئت من أبها صباحاً باكراً مشارك لحفلكم وشاكراً
وحملتنا في السما طيارة تطفح تارة وتهوي تارة
قائدها أظنه أمريكي تراه في هيئته كالديك
يا سائل الأخبار عن أمريكا اسمع رعاك الله من يفتيكا
فهذي أخبار هذه النشره مسافة السير ثلاث عشره
من الرياض عفشنا ربطنا وفي نيويورك ضحى هبطنا
أنزلنا في سرعة وحطنا وقد قصدنا بعده واشنطنا
ثم ركبنا بعدها سياره مستقبلين جهة السفاره
منزلنا في القصر أعني ريديسون يا كم لقينا من قبيح وحسن
ومعنا في صحبنا العجلان أكرم به مع العلا جذلان
وصالح المنصور من بريدة يشبه سعداً وأبا عبيدة
والشهم عبد القادر بن طاشي ذو القلم السيال في انتعاش
فهوا أبونا في مقام الترجمة لأننا صرنا صخوراً معجمه
وبعدها زرنا مباني الكنجرس فلم نجد مستقبلاً ولا حرس
بها ملايين حوت من الكتب في كل فن إنه هو العجب
في بلد أفكاره مطموسه تثقله بصائر منكوسه
يقدسون الكلب والخنزيرا ويبصرون غيرهم حقيرا
ما عرفوا الله بطرف ساعه وما أعدوا لقيام الساعه
فهم قطيع كشويهات الغنم هزل وجد وضياع ونغم
فواحش قد أظلمت منها السما والأرض منها أوشكت أن تقصما
من ضرب العمال في بولندا ومن أتى بالرق من يوغندا
من دمر البيوت في نزاكي من ضرب اليونان بالأتراك
من الذي ناصر إسرائيلا حتى تصب عنفها الوبيلا
استيقظوا بالجد يوم نمنا وبلغوا الفضاء يوم قمنا
منهم أخذنا العود والسجاره وما عرفنا ننتج السياره
أما قصيدة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز فكلكم يعرف سماحته وهو علم لا يعرف ونحبه ونتقرب إلى الله بحبه، والعلماء يحبون في الله -عز وجل- خاصة أن الله أكسب هذا الرجل من المحاسن والفضائل ما هو جدير بالحب، وقد سبقت من شعراء في العالم الإسلامي بمدحه منهم المجذوب يوم يقول:
روى عنك أهل الفضل كل فضيلةٍ فقلنا حديث الحب ضربٌ من الوهمِ
فلما تلاقينا وجدناك فوق ما سمعنابه في العلم والأدب الجمِ
فلما أَرَ بازاً قط من قبل شيخنا يصيد فلا يؤذي المصيد ولايدمي
وأما تقي الدين عالم المغرب فيقول:
خليلي عوجا بي لنغتنم الأجرا على آل باز إنهم بالثنا أحرى
وزهدك في الدنيا لو أن ابن أدهم رآه رأى فيه المشقة والعسرا
والبازية قلت فيها:
قاسمتك الحب من ينبوعه الصافي فقمت أنشد أشواقي وألطافي
لا أبتغي الأجر إلا من كريم عطا فهو الغفور لزلاتي وإسرافي
عفواً (لك الله) قد أحببت طلعتكم لأنها ذكرتني سير أسلافي
يادمع حسبك بخلاً لا تجود لمن أجرى الدموع كمثل الوابل السافي
يا شيخ يكفيك أن الناس قد شغلوا بالمغريات وأنت الثابت الوافي
أغراهم المال والدنيا تجاذبهم مابين منتعل منهم ومن حافي
مجالس اللغو ذكراهم وروضتهم أكل اللحوم كأكل الألطف العافي
وأنت جالست أهل العلم فانتظمت لك المعالي ولم تولع بإرجافِ
بين الصحيحين تغدو في خمائلها كما غدا الطل في إسراقه الضافي
تشفي بفتياك جهلاً مطبقاً وترى من دقة الفهم دراً غير أصدافي
إلى آخر القصيدة.