للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من مكائد اليهود: افتراؤهم على موسى عليه السلام]

المسألة السادسة: افتراؤهم على موسى عليه السلام: كان موسى عليه السلام رجلاً حيياً ستيراً يحب الستر، فيه حياء وخجل، كان يندى جبينه أن يتعرض شيء من جسمه لرؤية الناس، فكان إذا أراد أن يغتسل يذهب فيختفي وراء الجبال ثم يتستر بشجرة ثم يغتسل لأن الله رباه وأدبه، فقد تربى بوحي الله، أما هم كانوا إذا أرادوا أن يغتسلوا اغتسل بعضهم أمام بعض.

ويقفزون في النهر سواء الرجال والنساء، فيقول بعضهم لبعض: أتدرون لماذا موسى لا يغتسل معكم؟ قالوا: لا ندري، قالوا: لأنه آدر، يقولون: ليس له آلة، وقيل في كلام آخر مريض، ليس عنده آلة الرجولة، قال: {فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً} [الأحزاب:٦٩].

وفي صحيح البخاري أن موسى عليه السلام لما اغتسل أخذ عليه إزاراً، وجعل ثوبه على حجر فلما نزل يغتسل فر الحجر بالثوب، فخرج في إثره فأتى الحجر جهة بني إسرائيل فأقبل موسى فعلموا أنه ليس به داء فيقول موسى: ثوبي حجر! وأخذ يضرب الحجر، قال أبو هريرة: والله إنه بالحجر ندبٌ.

أي: من آثار الضرب في الحجر، قدرة من الله عز وجل.

<<  <  ج:
ص:  >  >>