ولم نذكر الشكر على الموهبة، وإنما ذكرنا الصبر على الأذى؛ لأن الصبر على الأذى لا بد منه قال:{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}[لقمان:١٧] قالوا: لأنه إذا أمر ونهى وعلم ودرس ودعا فلابد أن يؤذى وعليه أن يصبر، فمن فعل هذه الأربع فهو رباني، ويشفع في ملأ عظيم يوم القيامة، وهو من أتباع الرسل ومن الفائزين عند الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، قال سبحانه:{وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[العصر:١ - ٣].