ومنها: أن يعلم الداعية أن الانحراف في الناس أكثر، وأن المفسدين في الناس كثير، فلا تصاب نفسه بإحباط، ولا يصاب بخيبة أمل، ولا يرى الألوف المؤلفة تتجه إلى اللهو واللغو والقليلة تتجه إلى الدروس والمحاضرات، ويقول: ما هذا؟! أقول: سنة وقضاء، سنة الله {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}[الفتح:٢٣]؛ لأن الله سبحانه ذكر في محكم التنزيل أن أهل المعصية والضلال أكثر، وأن المفسدين أكثر، وقال:{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[سبأ:١٣]{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[الأنعام:١١٦]{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}[يوسف:١٠٣]{أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}[يونس:٩٩]{لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}[الغاشية:٢٢] لست عليهم بوكيل {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ}[الشورى:٤٨] فنحن لا نملك سوطاً، ولا عصى، ولا عذاباً، ولا حبساً، إنما نملك حباً ودعوةً وبسمة، نقود الناس بها إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض، فإن استجابوا حمدنا الله، وإن لم يستجيبوا ورفضوا أوكلنا أمرهم إلى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى الذي يحاسبهم.
قال بعض العلماء: الكفار في الأرض أكثر من المسلمين، وأهل البدعة أكثر من أهل السنة، والمخلصون من أهل السنة أقل من غير المخلصين.