ومرض الشبهات مركب إلحادي دبر من عهد إبليس لعنه الله، ومر بفرعون وبـ أبي جهل ووصل إلى استالين ولينين وماركس في روسيا، وهو مركب فصل الإنسان عن الله الواحد الأحد، تنكر الإنسان لربه تبارك وتعالى، جهل الإنسان بدينه وصلاته، مسلم لكنه لا يصلي، أهو مسلم؟ أيراد منه خير ونصر؟ لا والله، إنما هو التدهور لكل بلادٍ فيها هذا الجندي، وخيانة لكل القادة ولولاة الأمر، وانحراف عن منهج الله في الأرض.
مركب الإلحاد هو الذي وزع هذه الكلمات التي تستهزئ بالدين، مركب الإلحاد أرانا الكافر وكأنه عظيم والمسلم ليس بعظيم، أرانا الأجنبي وهو شيء آخر؛ كأنه ملك يمشى على الأرض؛ لأنه أتى من أمريكا أو فرنسا أو بريطانيا.
أرانا الأجنبي وكأن عقله ليس من عقول الناس، يحترم وينظر إليه بعلو؛ لأننا ننظر إلى أنفسنا وكأن ما عندنا شيء، مع أن عندنا كل شيء، وهذا ليس عنده شيء، يقول الله تعالى كما أسلفت في الآية:{وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ}[الزخرف:٣٣] يقول: يا أيها المؤمنون! لا تغتروا بعلو الكافر في الأرض، فإنه لولا أن المؤمن قد ينحرف لأعطينا الكافر قصوراً من ذهب خالصٍ ومن فضة خالصة:{وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}[الزخرف:٣٣ - ٣٥] اترك الكافر يأخذ ما يريد ويتملك ما يريد، لكنه لن يتملك الإيمان؛ فالإيمان عملة صعبة، لا توجد إلا لمن يتقي الله عز وجل.